يعد المهدي بنعطية عميد المنتخب الوطني سابقا، أحد أبرز اللاعبين المغاربة والعرب، حيث لعب لعدة أندية أوروبية كبيرة مثل بايرن ميونخ، يوفنتوس، روما، أودينيزي، أولمبيك مارسيليا، كما قاد الفريق الوطني في عدة بطولات قارية ومباريات دولية. وفرض بنعطية نفسه ضمن أبرز اللاعبين الأفارقة خلال السنوات الماضية، بفضل اجتهاده في التداريب، بعدما تعرض للتهميش والإقصاء في نادي مارسيليا خلال بداية مشواره، قبل أن يقرر الانطلاقة من الصفر إلى الاحتراف. بداية بنعطية الكروية ازداد بنعطية يوم 17 أبريل 1987 في مدينة « كوركوروني » الفرنسية، فهو من أب مغربي وأم جزائرية ويحمل جنسية مزدوجة، منذ طفولته كان عاشقا لكرة القدم ولعب بمدرسة نادي ّكليرفونتين »، ثم انتقل الى فريق « غانغامب » ونادي أولمبيك مارسيليا. واصل بنعطية تكوينه الكروي في نادي مارسيليا حتى وصل لفئة الآمل لكنه تعرض للإقصاء وعدم الاهتمام، ليفضل الانتقال إلى فريق « تور » على سبيل الإعارة، ثم بعده إلى نادي « لوريان »، بعد أن خرج من حسابات مدرب مارسيليا خوسي أنيغو، قبل أن يوقع لفريق نادي « كليرمونت » من القسم الثاني سنة 2008. بداية الاحتراف قضى المهدي موسمين مع فريق « كليرمونت » في القسم الثاني لينال إعجاب أحد وكلاء اللاعبين، الذي ساعده في الانتقال الى فريق « أودينيزي » الايطالي سنة 2010 بعقد يمتد لخمس سنوات. حيث أظهر اللاعب المغربي مستوى جيد في الدوري الايطالي، لينال اهتمام فرق أوروبية كبيرة بعد تألقه بقميص أودينيزي، إذ توصل بعدة عروض من أندية عريقة منها مانشستر يونايتد، يوفنتوس، إسي ميلان، أرسنال، لكن اللاعب المغربي فضل تمديد عقده مع فريق لموسمين إضافيين. في يونيو سنة 2013 انتقل المهدي الى نادي روما بعد ان وقع على عقد يمتد لخمس سنوان مقابل 13 مليون يورو، حيث قدم انطلاقة جيدة مع الفريق في المباريات الأولى من الكالشيو، ونال ثقة المدرب رودي غارسيا ليكون ثالث أهم لاعب في النادي بعد توتي ودي روسي. وقد لعب مع فريق نادي روما 37 مباراة وأثبت وجوده في قلب الدفاع، وعلى مستوى خط الهجوم أيضا من خلال تسجيله للأهداف، لكن ادارة النادي تملصت من وعدها لزيادة راتب بنعطية النسوي. الانتقال إلى البايرن الألماني توصل بنعطية في غشت 2014 إلى إتفاق مع مسؤولي بايرن ميونخ، يقضي بحمله لقميص النادي « البافاري » لمدة خمس سنوات، مقابل صفقة مالية قدرها 30 مليون يورو استفاد منها نادي روما، بينما خصصت إدارة البارين راتب للمهدي يقدر ب6,5 مليون يورو سنويا، ليكون ثاني أغلى لاعب إفريقي بعد الإيفواري يايا توري في تلك السنة. قدم بنعطية مسارا جيدا رفقة فريق البايرن ليتوج بلقب الدوري الألماني مرتين 2015 و2016، وتألق مع فريقه ضمن دور نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة حيث سجل هدفا رائعا في شباك أصدقاء ميسي، وقد منحه هذا المستوى جائزة أفضل لاعب عربي ومغاربي سنة 2014 من قبل مؤسسة « غلوب سوكر » الإماراتية. الإنتقال لليوفي انتقل بنعطية في يوليوز 2016 إلى نادي يوفنتوس الايطالي بموجب عقد إعارة لموسم واحد، مقابل 3 ملايين يورو، ليعود من جديد إلى أجواء « الكالشيو » حيث أبان عميد الأسود عن إمكانيات عالية في دفاع اليوفي رفقة كيليني وبونوتشي. فقد قضى بنعطية فترة ذهبية مع فريق يوفنتوس الايطالي محققا العديد من الألقاب منها الدوري الإيطالي سنة 2017، كأس إيطاليا، كأس السوبر، ثم نهائي دوري أبطال أوروبا، مما دفع بإدارة نادي السيدة العجوز للتوصل لإتفاق مع البارين على شراء عقد النجم المغربي مقابل 17 مليون. يورو ليصبح لاعبا في صفوف النادي إلى غاية 2020. بعد ذلك قرر فريق يوفنتوس السماح للمهدي بنعطية بالانتقال إلى نادي الدحيل القطري في يناير 2019، استجابة لرغبته لتغيير الأجواء بسبب خلافه مع المدرب أليغيري، حيث تمت صفقة الانتقال مقابل 8 ملايين يورو، مع حصول بنعطية على راتب سنوي يقدر ب5 ملايين يورو لمدة ثلاث سنوات. المشوار مع المنتخب فضل المهدي بنعطية حمل قميص المنتخب الوطني المغربي رغم توصله بدعوة من المنتخب الجزائري، ليخوض أول مباراة له مع الأسود سنة 2008 أمام منتخب زامبيا وكانت مقابلة ودية انتهت لفائدة الفريق الوطني بثلاثية، وفي سنة 2011 شارك بنعطية مع المنتخب الوطني في مباراة رسمية امام المنتخب الجزائري ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس افريقيا للأمم 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية، حيث أبان المهدي عن مستوى كبير رفقة بقية العناصر الوطنية التي فازت بحصة عريضة على المنتخب الجزائري بملعب مراكش. وقاد بنعطية المنتخب الوطني لتحقيق العديد من الانتصارات في التصفيات القارية، خاصة في سنة 2016، ثم ساهم في وصول الفريق الوطني سنة 2017 إلى نهائيات كأس افريقيا للأمم بالغابون والتي كانت مناسبة لطي صفحة الاخفاقات في المشاركات القارية، ليقود بنعطية المنتخب الوطني الى دور الربع النهائي قبل الخروج امام المنتخب المصري. التألق في مونديال روسيا بعد غياب طويل عن نهائيات كأس العالم تمكن بنعطية وأصدقائه، من تحقيق مسار جيد في التصفيات القارية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بروسيا، حيث حقق المنتخب الوطني الريادة بفضل تفوقه على منتخب ساحل العاج فيمباراة مصيرية، وقدم بنعطية في هذه المواجهة مستوى جيد إذ كان وراء الهدف الحاسم في شباك المنتخب الإيفواري والذي منح للمغرب التأهل الى كأس العالم 2018. يظل بنعطية من أهم ركائز المنتخب الوطني التي يعتمد عليها المدرب هيرفي رونار، نظرا للدور الكبير الذي يقوم به على مستوى الدفاع وأيضا على مستوى توجيه اللاعبين، وتحفيزهم للقيام بأدوارهم في الملعب، لهذا يعتبر بنعطية نسخة مطابقة للدولي السابق نورالدين النيبت.