تساءلت هذا الصباح وأنا أفتح عينيَّ على سقف الغرفة الصامت: ما معنى أن نحبَّ؟ ما كتبته مؤخرا عن وباء كورونا له بالتأكيد يدٌ في هذا التساؤل ولو بشكل عابر. كنتُ ختمت النص بالتعبير عن أن الحب هو الملاذ من عبثية الحياة… ربما كانت لحظة صدق قصوى. وهل تترك لحظات الهول للمرء مهربا إلا إلى الحقيقة…؟ ما معنى – إذن – أن نحب؟ هل نعني العاطفة التي تسكننا اليوم، بل الآن، أم نعني شيئا آخر؟ وإذا نحن حصرناها في ما نشعر به الآن فقط، فأي قيمة تكون لما مضى؟ وأي قيمة تبقى للحب الذي حملناه يوماً لمن كانوا بيننا، ثم غيَّبهم الفناء؟ وأي قيمة تبقى لمن أحببناهم وأحبُّونا ثم جاء يوم فراق خيارا أو قهرا…؟ إذا كانت طاقة الحب مرهونة بزمن ما أو وضع ما فهي ليس إلا صداه. وإذا كان الحب هو صدق العاطفة في لحظتها ولحظة التعبير عنها فهي إذن خالدة. هي موجودة لذاتها، تتجاوز كياننا الفاني ذاته… أن أحب معناه أنني أحضُنَ كل الدفق الوجداني والطاقة السحرية التي يختزنها، ذلك الدفق الذي رافقني منذ صباي، تلك الطاقة التي بفضلها أحببت أبويّ وإخوتي وفلذات كبدي وأصدقائي وأصيحابي وصويحباتي في مدارج المدرسة الابتدائية، ورفاق دربي وحبي الأول وزوجتي التي ربما لم تعد زوجتي والنساء اللواتي ربما حملنني في قلوبهن ولو في صمت وحملتهن في قلبي ولو في منقطع الرجاء… أجهَر بامتناني للحب الذي غمرني به أي شخص، بل وحتى لو تخلى عنه هو، فإنني أعلن عن حيازتي له و »شفعتي » فيه دون مناقصة، وباحتكار شامل… شكرا للسقف الذي جادلني هذا الصباح، قبل أن أنهمكَ في المُستهلك اليومي… الحب هو الملاذ الوحيد من عبثية كورونا !