دفع تصاعد العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى توجيه رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو القول أثناء جولة تفقدية في تكتل مستوطنات غوش عتصيون جنوب بيت لحم جنوب الضفة، « يا أبو مازن إن عمليات الطعن والدهس والقنص والتحريض لن تجدي لك نفعا». وأضاف «سنفعل كل ما بوسعنا من أجل الدفاع عن أمننا وتحديد حدودنا وضمان مستقبلنا… سنقوم بذلك معك او من دونك». تعكس هذه الرسالة القلق الذي ينتاب المؤسسة الإسرائيلي من احتمال انفجار الأوضاع خارج حدود السيطرة. وتحسبا لأي تطورات عزز جيش الاحتلال أمس وجوده في الأراضي الفلسطينية. وانفجرت الضفة الغربية بيوم غضب حقيقي أمس من شمالها إلى وسطها وحتى جنوبها، مقاومة بجميع أشكالها من دهس وطعن وإطلاق نار، وودعت خلالها 3 من شبابها الثائر الرافض للاحتلال والاستيطان ولما تسمى «صفقة القرن» الأمريكية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، ليصل عدد الشهداء في غضون 48 ساعة إلى أربعة شهداء، بينما أصيب نحو 16 جنديا إسرائيليا، أحدهم جروحه خطرة، والغالبية بين متوسطة وطفيفة. ورغم ضعف الإصابات في جيش الاحتلال إلا أنها أثارت تخوفات إسرائيلية كبيرة من فقدان السيطرة الأمنية على الضفة، واتساع دائرة الغضب الشعبي والمواجهات الرافضة للمخطط الأمريكي، ولخطط الاستيطان ومصادرة الأراضي خلال الفترة المقبلة. ونفذ شاب فجر أمس عملية دهس قرب مجمع المحطة في مدينة القدسالمحتلة، طالت عددا من الجنود، جروح أحدهم خطيرة، قبل أن يلوذ قائدها بالفرار، لكن جيش الاحتلال زعم انه تمكن من إلقاء القبض عليه لاحقا. وأصيب جندي احتلالي بجروح متوسطة في عملية إطلاق نار غرب مدينة رام الله، قام جيش الاحتلال على أثرها بإغلاق حاجز العنب ومدخل قرية رأس كركر ببوابات حديدية. وأدى ذلك إلى مواجهات مع جنود الاحتلال قرب المدخل الشمالي، وعلى حاجز ال17 في بلدة بيتونيا غرب رام الله، وأطلق الجنود القنابل الصوتية والغازية والرصاص المطاطي صوب المتظاهرين. واستشهد شابان خلال مواجهات في مدينة جنين شمال الضفة برصاص جنود الاحتلال، وهما يزن منذر أبو طبيخ (19 عاما) طالب جامعي، وطارق لؤي بدوان (25 عاما) ويعمل في جهاز الشرطة، وأصيب سبعة آخرون خلال مواجهات شهدتها مدينة جنين، اندلعت في المدينة خلال هدم منزل الأسير أحمد جمال القنبع للمرة الثانية. وفي مدينة القدسالمحتلة، استشهد شاب فلسطيني بنيران جيش الاحتلال، بعد أن نفذ عملية إطلاق نار، طالت أحد جنود الاحتلال وأصابته بجروح متوسطة. وتمت العملية قرب «باب الأسباط» أحد أبواب المسجد الأقصى. وذكرت مصادر من القدس أن قوات الاحتلال أغلقت كافة المناطق المحيطة بالبلدة القديمة، وخاصة سلوان ورأس العامود، كما أغلقت حاجزي زعيم وبيت حنينا شمال شرق القدس. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن منفذ عملية إطلاق النار فلسطيني من سكان مدينة حيفا (شمال). وحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية فإن التحقيق الأولي أظهر أن المسلح « هو من مدينة حيفا الشمالية، وقد اعتنق الإسلام أخيراً». أما القناة الإسرائيلية 12 فقد أشارت إلى أن المهاجم الذي لم تذكر اسمه، كان مسيحيا، قبل اعتناقه الإسلام. وأضافت المحطة ذاتها أن عمره 40 عاما. وكشف لاحقا أن الشهيد هو شادي بنا. وأشادت حركة حماس بالعمليات، وقال الناطق باسمها حازم قاسم في تصريح صحافي «إن الفعل المقاوم الممتد على طول الضفة الغربية، والاشتباكات بين جماهير شعبنا من أقصى جنوب الضفة إلى شمالها، والفعل المقاوم في قلب القدسالمحتلة، هي رد شعبنا العملي على إعلان صفقة ترامب التصفوية «. وأضاف «في مقابل وهم الضم الذي يتحدث عنه قادة الاحتلال والإدارة الأمريكية، هناك قرار من كل شعبنا الفلسطيني بطرد المحتل من الضفة الغربية وقلع مستوطناته». وأكدت الجبهة الشعبية أن الوفاء للشهداء ومواجهة «صفقة القرن»، والرد على جرائم الاحتلال «يتطلب تصعيد المقاومة الشعبية الشاملة وعلى رأسها المسلحة في وجه الاحتلال». ودعت حركة الجهاد الإسلامي الشعب الفلسطيني ل «التصدي بكل قوة وبسالة لقوات الاحتلال التي تستبيح مدن وقرى ومخيمات الضفة، وتمارس العربدة والإجرام دونما رادع». يشار إلى أنه كشف النقاب قبل أيام عن أن قيادة السلطة الفلسطينية هددت بقطع العلاقات ووقف التعامل بالاتفاقيات الموقعة، في وقت ذكرت فيه تقارير إسرائيلية أن هناك قرارا فلسطينيا رسميا بعدم اعتراض المسيرات الشعبية الغاضبة التي تنطلق صوب مناطق التماس والاستيطان.