بعد خروج بعض الأسماء من حزب العدالة والتنمية بتصريحات رافضة بشكل قطعي للطقوس المخزنية المواكبة لحفل الولاء من انحناء وركوع، توقع الجميع أن يتخلف قادة حزب المصباح عن حضور حفل الولاء طالما أنهم غير معنيين بالحضور كحال الولاة والعمال، وقد تعزز هذا الرأي بتواري نواب ووزراء العدالة والتنمية عن عدسات القناة الأولى خلال البث المباشر لفعاليات حفل الولاء، غير أنه اتضح لاحقا أن هذه التلويحات بالتخلف عن الحفل هي آراء شخصية، بحيث ظهر العديد من برلمانيي الحزب في الحفل بجلاليبهم البيضاء، وبعضهم أعطى تصريحات لا تقل "مخزنية" عن باقي الحضور. من ضمن هؤلاء الممثلين للحزب في الحفل، حضرت البرلمانية عن العدالة والتنمية الممثلة لجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء خديجة أبلاضي وروت ل"فبراير.كم" بعضا من كواليس الحفل. تقول أبلاضي " لم يدر قط أي حديث داخل أروقة الحزب بشأن حضور حفل الولاء من عدمه، وبالتالي أي تصريح بهذا الصدد يمثل صاحبه فقط، ولا يمثل الاتجاه العام للحزب الذي قد يختلف معه أو قد يعارضه، لكننا لم نتحدث عن هذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد". وتضيف أبلاضي " تمثيلي لجهة ذات خصوصية كالمناطق الصحراوية يقتضي أن ألبي دعوة الجهات الرسمية لحضور الحفل، شخصيا هذه أول مرة أحضره، وقد حدثني البعض عن بعض الإجراءات المبالغ فيها وأنه علينا أن نتجشم بالوقوف يوما كاملا تحت قيظ الحر، غير أن كل هذه الأمور لا تمت بصلة للحقيقة، فحضورنا لم يتعد ساعة ونيف" وبشأن التعليمات الخاصة بخصوص اللباس والبروتوكول المتبع تضيف خديجة " هذه نقطة مهمة، لقد قال البعض أنه يتعين علينا أن نرتدي الأبيض وجوبا، وإلا سيتم منعنا من ولوج ساحة القصر، استغربت للأمر وبه أصريت على مخالفة القاعدة ولبست "لحافا" صحراويا مخططا بالأسود، لتنبهني بعض النائبات الاتحاديات أنه ربما يتم منعك من الدخول، غير أنه لم يأبه أحد بالأمر وهو نفس ما قامت به نسوة العدالة والتنمية". وتستطرد أبلاضي قائلة أن ما يشاع عن البروتوكول المبالغ فيه والصارم ما هو إلا أفكار مغلوطة، وحتى ما يتعلق بالركوع والانحناء فلم يحدثني أحد بضرورة القيام به، لم أنحن للملك بالشكل الذي يروج له البعض، طأطأت رأسي احتراما، صحيح أن البعض استفزه الأمر لكن حسب ما عاينته لحظتئذ فكل ممثلي العدالة والتنمية لم ينحنوا بشكل مبالغ فيه، إذ اكتفى أغلبهم بانحناء الرأس، ولم يعاتبنا أحد على ذلك". ومن جهة ثانية لا ترى خديجة أبلاضي من داعي حول الحديث عن حفل الولاء، كأن بإلغائه ستحل مشاكل المغرب وتضيف" قد تكون رغبة المغاربة في استمرار إقامة هذا الطقس الضارب في التاريخ، لكن في المقابل لا أرى من ضرر إن فضل البعض عدم تقبيل اليد والانحناء للملك".