انعقد اليوم الخميس بالعيون، منتدى استثماري مغربي-صيني لغرض إطلاع رجال الأعمال الصينيين المؤهلات الاقتصادية والاستثمارية للأقاليم الجنوبية للمملكة، وخصوصا جهة العيون-الساقية الحمراء. والتئم في المنتدى المنظم من طرف مجلس جهة العيون-الساقية الحمراء بشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات وولاية العيون، عدة رجال أعمال مغاربة وصينيين ممن أبدوا اهتمامهم للإمكانات الاستثمارية بالجهة، قصد جني ثمار الدينامية الاقتصادية القوية التي تسم الأقاليم الجنوبية للمملكة من خلال برنامج التنمية المندمجة الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015. واغتنم مسؤولو جهة وولاية العيون-الساقية الحمراء المناسبة لإطلاع رجال الأعمال الصينيين مختلف المشاريع والأوراش المهيكلة التي يتضمنها هذا البرنامج الطموح، لاسيما الخط السريع تيزنيت-العيون والذي عبأ غلافا ماليا ناهز عشرة مليارات درهم. واعتبروا أن من شأن هذه البنى التحتية المبتكرة وفرص الاستثمار التي توفرها أقاليم جنوب المملكة في قطاعات واعدة من قبيل الطاقات المتجددة والموانئ والصيد البحري والصناعات الكيماوية، تمكين هذه الأقاليم من الارتقاء كقطب استثماري إقليمي وبوابة ولوج نحو إفريقيا في ما يخص المستثمرين، المغاربة منهم أو الاجانب، خصوصا الصينيين. كما استعرض المسؤولون مختلف محاور برنامج التنمية المندمجة للجهة والأرصدة الهامة المعبأة لأجرأة هذه الأوراش وتنفيذها. وفي هذا الصدد تم التركيز على قطاعي الصيد ومنتجات البحر، وميادين السياحة الثقافية والترفيهية، والصناعات المعدنية والكيماوية، والطاقات المتجددة، فضلا عن القطاع الفلاحي. وعلى صعيد ذي صلة، ذكر نائب رئيس مجلس الجهة، حسن عسوس، الجهود المبذولة لتنمية جاذبية التراب، مضيفا أن الجهة تتوفر على بنيات تحتية عصرية وعلى يد عاملة مؤهلة، بالإضافة إلى عديد المناطق الصناعية، دونما إغفال للأمكانات الاقتصادية والاستثمارية الصميمة. وأوضح أن هذه المؤهلات الهامة، والتي يعضدها تشبيك الجهة مع مختلف الأقطاب الصناعية للمملكة، من الممكن أن يستغلها رجال الأعمال الصينيين لتنمية المبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين. من جانبه أبرز الكاتب العام لولاية جهة العيون-الساقية الحمراء، إبراهيم بوتميلات، المشاريع الواعدة التي توجد قيد الإنجاز بالجهة وتندرج في إطار البرنامج المندمج لتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة وبرنامج التنمية الجهوية في كل قطاعاته، لاسيما المركز الاستشفائي الجامعي والمجمع التكنولوجيا. وأوضح أن هذه البرامج بمستطاعها أن تجعل من الجهة « مرحلة » في المشروع الكبير « الحزام والطريق » الذي أطلقته الصين لوصل آسيا وأوروبا وإفريقيا، وتوطيد مبادلاتها التجارية والاقتصادية من خلال تنفيذ مشاريع كبيرة وبنيات تحتية طرقية وسككية بالأساس. كما أبدى استعداد السلطات المحلية ومنتخبي الجهة لتذليل توطين المستثمرين الأجانب لاسيما الصينيين. أما رئيس الوفد الصيني، زهاو شونغ شينغ، فاستعرض التطور المتواصل للمبادلات التجارية بين المغرب والصين، وعدد السياح الصينين الذين يفدون على المغرب خلال السنوات الأخيرة، وذلك تبعا لإلغاء التأشيرة على المواطنين الصينيين، وانفتاح المغرب على ثلاثة أبناك صينية، فضلا عن إطلاق مرتقب لخط مباشر من قبل الخطوط الملكية المغربية يصل الدارالبيضاء وبيكين. وثمن السيد شينغ عاليا الاستقرار السياسي الذي يرفل فيه المغرب والأداء الجيد لاقتصاده الرامي إلى تحسين مستوى عيش الساكنة، ومعدل النمو، والبنيات التحتية، بالإضافة إلى مناخ الأعمال، والانفتاح على الخارج وإفريقيا على الخصوص، مشيرا إلى المرتبة الجيدة التي حازها المغرب من خلال مؤشر مناخ الأعمال الذي تصدره مجموعة البنك الدولي وتواجده حاليا في المرتبة 53 عالميا، والثالثة إفريقيا وبمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. كما أشار إلى النتائج الجيدة التي حازها المغرب في قطاعات المستقبل على شاكلة صناعة الطائرات والسيارات والطاقات المتجددة والبنيات التحتية. ولإبداء اهتمام رجال الأعمال الصينيين للاستثمار بالمغرب، خلص قائلا « تتوفر الصين على السيولة المالية والتكنولوجيا، وينعم المغرب باستقرار على المستوى السياسي، كما يوفر كل الدعم اللازم للمستثمرين ويتوفر على موقع جغرافي استثنائي بين أوروبا وإفريقيا ».