اعتبرت رحمة بورقية، عضو أكاديمية المملكة المغربية، اليوم الثلاثاء بالرباط، خلال الجلسة الرابعة للدورة ال 46 للأكاديمية، والمتعلقة بالمعرفة والتربية، أن المعلم يحتل مكانة « عالية من مكانة الأب » من حيث التربية والتعليم. وأبرزت بورقية، التي تتحدث بهذه المناسبة، التجربة الفريدة لبعض البلدان الآسيوية على مستوى التربية والتعليم والتي تعكس « المعجزة الآسيوية »، مضيفة أن التربية الآسيوية هي « مشتل » للاستقلال والاستقلالية والتفكير النقدي للطلبة. وأشارت بورقية، في هذا الصدد، وعلى سبيل المثال، إلى النظام التربوي الياباني الذي يقوم على ترسيخ تقاليد العمل المشترك التي تسمح بتنظيم الحياة المدرسية، ولا سيما من خلال طريقة الجلوس وتحية المعلم مما يدفع التلميذ إلى إدراك أهمية الانضباط والالتزام وعلاقة الاحترام بين المتعلم والمعلم. وسجلت أنه « في معظم البلدان، تواجه الأنظمة التربوية أسئلة حول فعالية أدائها، في سياق عولمة تتميز بهيمنة المنافسة في البحث عن أنظمة للتربية والتكوين ». من جانبه، أشار نائب رئيس جامعة طوكيو، هانيدا ماساشي، إلى أهمية اللغة كموضوع بحث في التعليم العالي داخل الجامعات اليابانية، وتعريفها بأنها أداة متطورة وعنصرا قويا لتحديد هوية كل بلد. وأكد ماساشي أيضا على أن اللغة الإنجليزية أصبحت لغة عالمية مشتركة بدافع العولمة وتطوير التكنولوجيا، مما يتيح للدول المختلفة التواصل جزئيا، مضيفا أن كل لغة لها نظامها الخاص للتفكير وخصائصها المعرفية التي تعيق ترجمة نتائج البحوث العلمية كلمة بكلمة. من جهة أخرى، أوضح أستاذ القانون الدولي المقارن، شوجي ماتسوموتو، أن القانون يمكن أن ينظم الإصلاحات والعكس صحيح، من أجل تحفيز النمو، مشددا على أنه بدون تنظيم، فإن تنفيذ الإصلاح سوف يعتمد على العواطف الإنسانية. وأشار مسعود ضاهر، الأستاذ في كلية العلوم الإنسانية بالجامعة اللبنانية إلى أنه « بعد العزلة الطوعية الطويلة، تبنت اليابان سياسة عقلانية في عهدها الحالي، مما يمكنها من استيعاب ثمار العلوم والتكنولوجيا المتاحة في الدول الغربية المتقدمة ». وبالنسبة له، كان لإصلاحات الإمبراطور ميجي تأثير كبير على تفاعل الشعب الياباني مع ثقافات الشعوب الأخرى ليس فقط عبر نقل تجارب الآخرين، بل من خلال تبنيها. وتنظم أكاديمية المملكة المغربية خلال شهر دجنبر الجاري دورتها ال 46 التي تقام عبر ثلاثة أقسام هي « آسيا أفقا للتفكير.. تجارب التحديث والتنمية من خلال ثلاث أقسام تتعلق بالصين والهند اليابان ». وكان القسم الأول من هذه الدورة الذي نظم يومي 9 و10 دجنبر الجاري قد تناول الصين كنموذج، في حين خصص القسم الثاني (11 و12 دجنبر) للهند.