خيم هدوء حذر على وسط العاصمة اللبنانيةبيروت فجر اليوم الأحد بعد ليلة متوترة شهدت اشتباكات متفرقة بين قوات الأمن ومحتجين وعناصر من حزب الله وحركة أمل، مما أسفر عن سقوط عشرات المصابين. وعاد الهدوء إلى منطقة وسط العاصمة اللبنانية بعد تعزيز الانتشار الأمني من قبل قوات الأمن والجيش، في حين لا يزال عناصر من الدفاع المدني موجودين في المنطقة تحسبا لأي طارئ وللتدخل سريعا إذا استدعى الأمر. في المقابل، توافد مئات المحتجين إلى ساحات الاعتصام وسط بيروت، بعد دعوات أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنزول إلى وسط بيروت لمساندة المتظاهرين بعد الأحداث الأخيرة. وفي صيدا جنوبي لبنان، أقفلت طرقات فرعية عدة في المدينة تضامنا مع المحتجين في بيروت، وسط انتشار دعوات عبر مواقع التواصل للتجمع في ساحة الثورة في قلب صيدا الجنوبية. مواجهات واشتباكات وكان مراسل الجزيرة في لبنان أفاد بأن المواجهات تجددت بين قوات مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب وبين مجموعات من الحراك الشعبي اعتصمت قرب البرلمان وسط بيروت في ساعة متأخرة من الليل، للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني من اختصاصيين بعيدا عن القوى الحزبية. وألقت قوى الأمن قنابل الغاز المدمع لتفريق المعتصمين وطردهم من محيط البرلمان والشوارع المؤدية إليه. وقد بدأت المواجهات في وقت سابق من مساء أمس السبت، وأسفرت عن إصابة أكثر من خمسين محتجا بحالات إغماء وكسور متفرقة، وفقا لما أفاد به الصليب الأحمر والدفاع المدني. وقالت قوى الأمن الداخلي إن عشرين عنصرا منها نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج جراء تعرضهم للرشق بالحجارة. وتمكنت قوى الأمن بادئ الأمر من فض الاعتصام في محيط البرلمان، لكن مجموعات من المحتجين عادت إلى المنطقة في وقت لاحق. وتأتي الاحتجاجات الجديدة قرب البرلمان في سياق الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان منذ 17 أكتوبرالماضي، للمطالبة برحيل النخبة السياسية التي قادت البلاد نحو أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. ومن المقرر أن تبدأ غدا الاثنين مشاورات نيابية ملزمة لتسمية رئيس وزراء جديد، في ظل خلافات بين القوى السياسية.