استضافت قاعة السفراء بقصر المؤتمرات بمراكش، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم، الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، حيث أجرت هذه الأخيرة حوارا مع الصحفي الفرنسي جون بيير لافوانيا. في مستهل الحوار، اعتبرت الممثلة ماريون، أن الخوف جزء من شخصيتها، مؤكدة على أن هذا شعور أحاول أن أتجاوزه، لأن كل المخاوف التي تعترضني أجابهها بالصدق والواقعية، ولا يمكن أن اعتبر هذا ضعف للشخصية، لأن الدهشة جزء من عملي. ولن يمر الحوار دون الحديث عن العمل الفني الذي جمع ماريون كوتيار، بالفنان والمثل العالمي ليوناردو دي كابريو، حيث علقت قائلة » لعمل مع دي كابريو ليس حلما اليوم، لكن هو أكبر من حلم لطفلة صغيرة كانت تحلم أن تكون ممثلة »، مشيرة إلى أن « العمل مع ديكابريو تعلمت به الكثير على جميع المستويات ». ومن التجارب التي تعتبر ماريون أنها أخطأت التقدير بشأنها، حكت ماريون أن في بدايات مسارها التمثيلي، كانت تحاول أن تعرض نفسها على المخرجين، حيث حاولت الاتصال بهم من أجل العمل معهم، مشددة على أنها لتكرر القيام بهذه الأمور، معتبرة إيها من أكبر الأخطاء التي من الممكن أن يرتكبها الممثل. وقالت الممثلة الفرنسية، إن « مهنة التمثيل كانت حلمي في الطفولة، خصوصا أنها مهنة الأبوين »، مشيرة « لكن منذ البداية طرحت على نفسي اسئلة تتعلق بالولوج لهذا العالم، وبكيفية العمل بشكل جماعي، وكيف يمكن أن أصبح ممثلة »، مردفة « اليوم عرفت كيف يمكن أن اكون ممثلة، وذلك بعد فهمي للإنسان للأفراد، وكيفية تقمص الشخصيات ». الممثلة الفرنسية ماريون كوتيا ماريون، أكدت على أن « مسألة الشرعية عند الممثل لا يمكن امتلاكها إلى بعد أن يصبح الممثل قادر على الوقوف أمام الجمهور بكل جرأة ويأثر فيه (الجمهور)، بالإضافة إلى ضرورة تجاوب الجمهور مع الممثل، هذه هي الشرعية التي يمتلكها الممثل ». وسردت ماريون كوتيار، قائلة « من الحوادث التي أثرت في حياتي هي لما كانت لي 15 سنة شاركت في إحدى المسرحيات بمخيم كنت قد انضممت إليه، وكان دوري يتمثل في تشخيص عاملة نظافة طاعنة في السن، بعد نزول من الخشبة أعرب العديد من المشاهدين على أنني قمت بالدور على أكمل وجه، وأن الجمهور عاش القصة وكأنها حقيقية، ما قاله الجمهور أثر بي كثيرا ودفعني للمزيد من العمل والمثابرة ». وعن مسلسل « الطاكسي »، الذي لعبة فيه ماريون دور البطولة، قالت إن « جون بيار جوني أعطاني دورا كنت خائفة من تقمصه، أحسست بالارتباك وأنا أفكر في تقمص هذا الدور، وكان الخوف يعتريني »، مضيفة « لكن جون بيار تعامل معي أحسن تعامل، كنت أظن أنه أخطأ الشخصية، لكنه اشتغل بطريقة احترافية، جعلتني أقدم أحسن ما لدي، وهو ما جعلني كذلك أندهش وأنا أعيد مشاهدة المسلسل ». وفيما يتعلق بدور إيديت التي شخصته مايرون في فيلم « لاموم »، شددت المتحدثة على أن « إديت بيال التي تقمصت دورها، لا تربطني بها أية علاقة لكني ارتبطت بها كثيرا، وغيرت في حياتي الشيء الكثير، واندهشت بقصتها، خصوصا أنني عشت أحاسيسها، لقد قمت بعمل الجواسيس وأنا ابحث عن حيتها، وهذا أثر بي كثيرا ». سؤال جون بيير لافوانيا عن انتظارات ماريون من المخرجين الذين تعمل معهم، أربكها بعض الشيء، حيث صرحت بدهشة « يجب على المخرج أن يكون قويا وسعيدا في عمله وهذا الامر الاكثر أهمية، يعجبني أن اشتغل مع اشخاص مهوسين بعملهم ». وأكدت ماريون على أن « كل مشروع اشتغلت عليه مختلف عن الأخر، لكن الاشتغال في بلد أخر مع ثقافة أخرى، هو الأمر المهم بالنسبة لي »، معتبرة أن « اكتشاف الثقافات الأخرى جعلني مندهشة، وجعلني أغوص في العوالم الثقافية بصفة عامة وليس ما هو سينمائي فقط ». وعن الكيفية التي تحب ماريون الاشتغال بها، صرحت « أحب العمل في بداياته، أحب مرحلة الإعداد والتهيئ، فهذه المرحلة تعطيني طاقة إضافية، اقتفاء أثار الشخصيات الحقيقية هو من يجعل الممثل قريب من الشخصية، أما بالنسبة للشخصيات الخرافية يجب أن نخمن فيها بهدوء من أجل بعث فيهم روحا وجعلهم يتماشون مع الواقع الذين وجدو فيه ». وختمت ماريون حوارها بعبارة « حلمي المطلق هو أن ألعب في الفيلم دون أن يعرف أي أحد بأنني أنا الممثلة ».