أكد سفير المغرب بجنوب إفريقيا، يوسف العمراني، في حوار مع صحيفة « ذي ستار » الجنوب إفريقية، أن المغرب وجنوب إفريقيا مدعوان للاضطلاع بدور رئيسي في الاندماج بالقارة الإفريقية. وأضاف العمراني « نحن ندرك أن المغرب وجنوب إفريقيا هما أكبر المستثمرين في إفريقيا، وباعتبارهما مركزين إقليميين، فهما مدعوان للاضطلاع بدور رئيسي في عملية الاندماج بالقارة من خلال تعزيز المبادلات التجارية بين البلدان الإفريقية والاستثمارات اللازمة للنهوض بالتنمية وخلق رخاء مشترك ». وفي سياق العلاقات التاريخية بين المغرب وجنوب إفريقيا، أبرز السفير أن هذه العلاقات تعود إلى الفترة التي سبقت عهد التمييز العنصري، عندما استقر نيلسون مانديلا مع أعضاء من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (الحاكم حاليا) في جهة وجدة، حيث لقوا كل الدعم من المغرب. وفي هذا الصدد، أوضح العمراني أن « المغرب دعم جنوب إفريقيا إبان نضالها الشجاع والشرعي لإنهاء نظام التمييز العنصري وإرساء نظام قائم على الديمقراطية ». من جهة أخرى، أبرز الدبلوماسي المغربي أن الملك محمد السادس، ورئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، يتقاسمان نفس الرؤية المتمثلة في إفريقيا مزدهرة ومستقرة. وأوضح قائلا « نحن منخرطون بطريقة بناءة ومثمرة مع جميع البلدان الإفريقية لمكافحة عوامل عدم الاستقرار، ونسعى جاهدين لتعزيز الوحدة والتضامن الإفريقي، وذلك بهدف تمكين إفريقيا من مواجهة التحديات المطروحة في مجالات السلم، والأمن الجماعي، والتنمية المستدامة في إطار الامثتثال لمبادئ احترام الوحدة الترابية للدول والتسوية السلمية للنزاعات ». كما أشار السفير إلى أن جنوب إفريقيا، إلى جانب المغرب، تضطلع بدور استراتيجي في إطلاق تنمية شاملة بجميع أنحاء إفريقيا. وعلاوة على ذلك، تطرق العمراني إلى مسألة الوحدة الترابية للمغرب، مبرزا أن العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة في هذا الصدد تحظى بدعم واسع من قبل المجتمع الدولي. وأكد العمراني أن هذا الدعم يترجم في القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن، والذي حدد المقاربة التي يجب اتباعها للتوصل لحل سياسي وواقعي وعملي ومستدام قائم على الحل التوافقي، مبرزا أن القرار ذاته كرس مجددا وجاهة مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كأساس لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة.