اعتلى امبراطور اليابان ناروهيتو، الثلاثاء 22 أكتوبر 2019، عرش بلاده خلال حفل ضخم أقيم في القصر الإمبراطوري بالعاصمة طوكيو. وبحسب وكالة كيودو الرسمية، فإن تنصيب ناروهيتو جرى بمراسم حضره ألفا مدعو، بينهم رؤساء دول وشخصيات كبرى من حوالى 190 بلداً. وبدأت سلسلة طقوس التتويج، المستمدة من ديانة الشنتو الأصلية في اليابان، صباح الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019، وسط هطول غزير للأمطار. وفي بقعة مقدسة داخل أراضي القصر الإمبراطوري، المعروف باسم كاشيكودوكورو، وقف الأمير، البالغ من العمر 59 عاماً، وكبير أقدم سلالة ملكية في العالم، مرتدياً ثوباً أبيض، وأعلن اعتلاءه العرش لأماتيراسو، آلهة الشمس الأسطورية التي يُقال إنَّ جميع نسل الملوك اليابانيين يعود إليها، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية. والتف حول الأمير ناروهيتو موظفو القصر متشحين بأردية سوداء ويحملون صناديق مزخرفة تحوي كنز الإمبراطورية المتمثل في سيف ومجوهرات. وسار ناروهيتو ببطء للضريح الأول، وانحنى بعمق ثم دلف إلى الداخل للصلاة. وكرَّر نفس الشيء مع ضريحين آخرين. وبعدها، جلس ناروهيتو إلى عرش تاكاميكورا، الذي يبلغ ارتفاعه 6.5 متر، بينما جلست بجانبه زوجته ماساكو، التي لا تنتمي للعائلة الملكية وتخرجت في جامعة هارفارد الأمريكية، وتزوجا عام 1993 في احتفال استمر 30 دقيقة في قاعة «ماتسو نو ما» (أو قاعة أشجار الصنوبر)، وهي أعرق قاعات القصر الإمبراطوري. ومن بين كبار الشخصيات التي حضرت الحفل، الأمير تشارلز، ووزيرة النقل الأمريكية إيلين تشاو، ونائب الرئيس الصيني ونغ كيشان، ورئيس وزراء كوريا الجنوبية لي ناك-يون، وزعيمة ميانمار أونغ سان سو. وتعرضت مراسم التتويج لانتقادات البعض الذين تساءلوا حول استخدام 16 مليار ين (150 مليون دولار أمريكي) من أموال دافعي الضرائب لإقامة مراسم يعتقدون أنها تخرق ما ينص عليه الدستور بشأن الفصل بين الدين والدولة. فيما أعرب آخرون عن قلقهم من أنَّ رسالة التهنئة من الرئيس شينزو آبي، التي سلمها بينما كان يقف على مرتبة أدنى من الإمبراطور والإمبراطورة، تخالف تأكيدات دستور ما بعد الحرب حول أنَّ السيادة تكمن في يد الشعب الياباني.