اقتحمت إحدى المتظاهرات ساحة البلدية في كوينز، حيث النائبة في الكونغرس الأمريكي ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، مطالبة الأمريكيين ب «أكل الأطفال»، و «إلقاء القنابل على روسيا» من أجل تقليص الانبعاثات الكربونية ومكافحة التغيّر المناخي. وحاولت أوكاسيو-كورتيز، نائبة الكونغرس الديمقراطية الجديدة، تهدئة السيدة، وقالت لها: «نحتاج جميعاً إلى فهم أن لدينا حلولاً كثيرة من أجل إبطاء وتيرة التغيّرات المناخية»، وفقاً لما ذكرته صحيفة Business Insider الأمريكية، الجمعة 4 شتنبر 2019. وسرعان ما انهالت المنابر الإعلامية اليمينية والمحرضين عبر شبكات الإنترنت، بما في ذلك موقع Breitbart، والناشطة كانداس أوينز، بالاتهامات على أوكاسيو-كورتيز بسبب تغاضيها عن دعوات المرأة ل «أكل الأطفال». مهاجمة كورتيز وقال تاكر كارلسون، الإعلامي بقناة Fox News، كان عدم رفض أوكاسيو-كورتيز تعليقات تلك المرأة أمراً «كاشفاً للغاية» للحقيقة. وقال كارلسون في برنامجه الذي عُرض مساء الخميس، 3 أكتوبر: «إذا قال لك شخص ما يجب أن نأكل الأطفال، ألا يجب أن يكون رد فعلك هو الرفض القاطع. حقاً! نأكل الأطفال؟ وهذا ما لم تفعله أوكاسيو-كورتيز. يا له من أمر كاشف!». ونشر الرئيس دونالد ترامب مقطع فيديو للواقعة على منصة تويتر، واصفاً أوكاسيو-كورتيز ب «المخبولة»، بحسب تعبيره. بينما غرّد ابنه الأكبر على تويتر قائلاً إن هذه المرأة «تبدو بالنسبة لي مثل أيٍّ من مؤيدي ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز». الفتاة من مجموعة يمينية لكن بعد انتشار مقطع الفيديو على الإنترنت، مساء الخميس، أعلنت مجموعة يمينية متشددة، اسمها حركة LaRouche، عبر منصة تويتر أنها وراء هذه المتظاهرة، وكتبوا: «ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز لا تستبعد تناول الأطفال». ورُبِّط سابقاً أيضاً بين المجموعة، التي تروّج لعدد من نظريات المؤامرة، ومنشور على موقعها الإلكتروني يصف خفض انبعاثات الكربون ب «سياسة القتل الجماعي»، وأشارت صحيفة Business Insider إلى أن المجموعة تدعم ترامب. وقال ماثيو سويت، الصحفي البريطاني الذي كتب كتاباً تحقيقياً عن مجموعة LaRouche، إنها «طائفة سياسية غريبة»، مشيراً إلى أنها نظّمت العديد من المداخلات المشابهة لما فعلته تلك المرأة مساء الخميس. وقال سويت لصحيفة The Washington Post: «يفعلون ذلك منذ سبعينات القرن الماضي. أسلوبهم مكرر؛ اقتحام التجمعات السياسية وخلق حالة من الاضطراب وتعطيل الاجتماع، والأهم، خلق حالة من الفوضى». وتحولت المجموعة، التي أسسها ليندون لاروش في ستينات القرن الماضي، من مجموعة ماركسية اشتراكية إلى حركة يمينية تؤمن بنظريات المؤامرة في السبعينات. وتوفي لاروش، الذي قضى عدة سنوات في السجن بتهمة الاحتيال في تسعينات القرن الماضي، في فبراير/شباط 1996. كورتيز ترد وردّت أوكاسيو-كورتيز على تغريدة ترامب، إذ كتبت على تويتر أن تكون «مخبولاً» أفضل «من أن تكون مجرماً خائناً لبلادنا». وقالت أيضاً إنها رفضت شجب تعليقات المتظاهرة لأنها كانت قلقة بشأن سلامتها العقلية. وكتبت أوكاسيو-كورتيز: «ربما كانت هذه المرأة تعاني من مشكلة عقلية وليس من المقبول أن يسخر منها التيار اليميني ويجعل حالتها أسوأ. كونوا بشراً عقلاء ومهذبين وتوقفوا عن ذلك». وكتبت أوكاسيو-كورتيز لاحقاً على تويتر أيضاً أن الكشف عن انتماء تلك المرأة إلى مجموعة يمينية «لا يستبعد احتمالية معاناتها من مشكلة عقلية».