اعتقلت السلطات المصرية أكثر من ألف شخص، بحسب ما ذكرت منظمات حقوقية الأربعاء، في توسيع لحملة القمع التي تشنها السلطات بعد الاحتجاجات النادرة التي دعت إلى الإطاحة بالرئيس عبد الفتاح السيسي. وتأتي موجة الاعتقالات قبل « مليونية » الجمعة التي دعا اليها رجل الأعمال المصري محمد علي المقيم في الخارج والذي أشعلت تسجيلات الفيديو التي يتهم فيها السيسي والجيش بالفساد، تظاهرات الأسبوع الماضي. وذكرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات أن أكثر من ألف شخص اعتقلوا منذ خروج تظاهرات متفرقة يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر في القاهرة وغيرها من المدن المصرية. وقال المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ان 1298 شخصا اعتقلوا. ومن بين المعتقلين عدد من الشخصيات البارزة منهم خالد داود الزعيم السابق لحزب الدستور الليبرالي والذي مثل أمام النيابة الأربعاء، بحسب محاميه. وداود، الصحافي والسياسي البارز، هو الزعيم السابق لحزب الدستور الليبرالي المعارض، وقد أحيل إلى القضاء الأربعاء، بحسب محاميه. وأوضح المحامي أن النيابة العامة وج هت إلى موك له تهم نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة « إرهابية »، وقر رت حبسه احتياطيا 15 يوما . وأضاف أن ه سيحاكم في القضية نفسها مع مت همين آخرين هما المحامية الشهيرة والناشطة في مجال حقوق الإنسان ماهينور المصري والناشط في مجال الدفاع عن حقوق العمال كمال خليل، اللذان اعتقلا الأسبوع الماضي. وخالد داود عضو بارز في تحالف واسع للأحزاب اليسارية والليبرالية المعارضة التي دعت الثلاثاء إلى « حوار وطني » مع السلطات. ودعا التحالف المعروف باسم « الحركة المدنية الديموقراطية »، السلطات إلى الافراج عن جميع الذين اعتقلتهم منذ اندلاع التظاهرات المتفرقة. من بين المعتقلين ايضا جامعيان معروفان بمواقفهما المنتقدة للحكومة المصرية. فقد أوقف حازم حسني استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مساء الثلاثاء أمام منزله، بحسب ما ذكر محاميه طارق العوضي على فيسبوك. وكان حسني ضمن فريق حملة سامي عنان المرشح للانتخابات الرئاسية في آذار/مارس 2018 في مواجهة السيسي. وكان رئيس أركان الجيش السابق أوقف وسجن بعيد اعلان ترشحه للرئاسة. وكثف حسني انتقاداته للسيسي على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا. واعتقلت السلطات كذلك حسن نافعة وهو استاذ أيضا في جامعة القاهرة مساء الثلاثاء في منزله، بحسب عائلته. وانتقد نافعة كذلك القبضة الحديد التي يقود بها السيسي البلاد. وصرح نافعة لوكالة فرانس برس في وقت سابق من هذا الاسبوع أن صورة السيسي على أنه « مخلص مصر من حكم الاخوان المسلمين .. تهاوت تماما ». وفي تغريدته الأخيرة الثلاثاء كتب « ليس لدي شك في أن استمرار حكم السيسي المطلق سيقود إلى كارثة، وأن مصلحة مصر تتطلب رحيله اليوم قبل الغد، لكنه لن يرحل إلا بضغط شعبي من الشارع ». الخميس أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيسي ووصفه بأنه « قائد عظيم » اعاد « النظام » إلى مصر، وذلك خلال اجتماع بينهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ومنذ الأسبوع الماضي كثفت السلطات المصرية انتشارها الأمني في القاهرة وغيرها من المدن. والثلاثاء شاهد صحافيو فرانس برس الشرطة تفتش المارة بالقرب من ميدان التحرير وسط القاهرة الذي كان مسرحا لثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. وقامت قوات الأمن كذلك بتفتيش هواتف المارة. وخرجت تظاهرات يوم الجمعة الماضي مطالبة برحيل السيسي على خلفية دعوة رجل الأعمال المصري محمد علي الذي يعيش في منفاه في اسبانيا للاطاحة بالسيسي متهما اياه بالفساد في سلسلة من تسجيلات الفيديو انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي. وردت قوات الأمن، التي يبدو أنها فوجئت بالتظاهرات، بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين في مدن بينها السويس لتفريق المتظاهرين. ودعا محمد علي إلى « مليونية » الجمعة، واصفا الاضطرابات ب »ثورة الشعب ». وتخضع التظاهرات في مصر لقيود شديدة بموجب قانون صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 بعد إطاحة الجيش، الذي كان يقوده حينها السيسي، الرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي. كما فرضت حال الطوارئ منذ 2017 وما زالت سارية.