تعيش دار أطفال سيدي البرنوصي بالبيضاء « أزمة خانقة » أرخت بظلالها على الوضعية المالية والتدبيرية للمؤسسة وعلى النزلاء في ظل غياب مدير ومسير، ودخول أطر ومستخدمي الدار في إضراب عن العمل واعتصام مفتوح لمدة ما يزيد عن أسبوع بسبب توقف التوصل بأجورهم لمدة شهرين. وقال أنور فاتحي، مسؤول عن تدبير المواد الغذائية والنظافة بالخيرية، إن « الجمعية المسيرة لدار الأطفال التي كانت تتكلف بتوفير الإيواء الكامل للنزلاء والتغذية والتربية والتطبيب، قد قدمت استقالتها منذ شهرين »، مشيرا إلى أن » هذا الغياب تسبب في تأزيم وضعية الدار ». وأكد المتحدث نفسه، أن « النفقات التي يتم توفيرها من طرف المجتمع المدني والمحسنين ضعيفة وغير كافية، أمام غياب موراد الدولة »، مشددا على أنه « في حالة ما ظل الوضع كما هو ما عليه فإن المؤسسة لن يكون بمقدورها التكفل بالنزلاء وهو ما يهدد بتشريدهم ». وأوضح فاتحي، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن جميع المصالح المسيرة للدار متوقفة بسبب إضراب المستخدمين الذين يشتغلون في خدمات المطعم والنظافة، مبرزا أن المحسنين ساهموا بجمع المواد الغذائية، كما أنهم تكلفوا بإطعام النزلاء الذين يبلغ عددهم 300 شخصا وتتراوح أعماهم ما بين 14 و 28 سنة. وأضاف المصدر ذاته أن « النزلاء الذين استوفوا السن القانوني ويفوق أعمارهم 20 سنة والحاصلين على شواهد دراسية عليا ما يزالون يقطنون بالمؤسسة، لأنهم يعانون من التهميش في المجتمع بسبب أنهم أبناء الخيرية » مبرزا أن « هؤلاء النزلاء يبحثون عن فرص عمل في الدولة من أجل الاستقلال عن المؤسسة ». وأشار فاتحي، إلى أن « مشكل الخيرية قد تم طرحه لدى السيد العامل في انتظار تدخله لتقديم حلول لهذا الوضع، أو تعيين جمعية ما أو مفوض قضائي للوقوف على التسيير ». وعلى إثر « الأزمة » قام نشطاء بإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات لأجل توفير الأكل والتموين لنزلاء الدار.