رفض بيني غانتس رئيس حزب « أزرق ابيض » اليوم الخميس، عرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة تضم جميع الأحزاب اليمينية الدينية، مصرا على أن يكون هو رئيس وزراء الائتلاف القادم، وليس نتنياهو. ويمثل عرض تقاسم السلطة من نتنياهو، الذي أصبح في موقف سياسي ضعيف، تغيرا مفاجئا في استراتيجيته، وقد يؤدي رفض العرض إلى خلافات لأسابيع بعد الانتخابات التي أجريت يوم الثلاثاء وأعقبت تصويتا غير حاسم في أبريل الماضي. وتقدم حزب (أزرق أبيض) بزعامة بيني غانتس الذي ينتمي لتيار الوسط في ثاني انتخابات تجرى هذا العام بفارق طفيف على حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو، لكنه لم يفُز بما يكفي من مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 مقعدا ليتمكن من تشكيل تكتل حاكم. وطرح نتنياهو، أطول زعماء إسرائيل بقاءً في رئاسة الوزراء، عرضه المفاجئ في تسجيل مصور دعا فيه رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس إلى لقائه في أقرب وقت، وقال إنه تعهد خلال الحملة الانتخابية بتشكيل حكومة يمينية بقيادة حزب ليكود. وتابع قائلا « لكن يؤسفني أن نتائج الانتخابات تظهر استحالة ذلك. بيني، علينا تشكيل حكومة وحدة موسعة، ربما اليوم. الأمة تتوقع منا نحن الاثنين أن نبدي المسؤولية وأن نسعى للتعاون ». وردا على دعوة نتنياهو، قال بيني غانتس إنه سيقود بنفسه حكومة وحدة « ليبرالية »، في إشارة إلى حكومة تستثني حلفاء نتنياهو من اليهود المتطرفين. وترك غانتس الأمر بعدها لموشى يعلون، أحد القيادات البارزة في حزب أزرق أبيض، ليرفض بقوة دعوة نتنياهو، وعزا ذلك إلى اتهامات بالفساد تحدق برئيس الوزراء الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات. وقال يعلون « لن ندخل في ائتلاف يتزعمه نتنياهو »، مكررا بذلك موقف غانتس خلال الحملة الانتخابية وملمحا على ما يبدو إلى أن تشكيل تحالف مع حزب ليكود سيكون ممكنا إذا تخلى عن زعيمه المخضرم. وخاطب يعلون أعضاء حزب ليكود، الذين لم يبدر منهم حتى الآن أي مؤشر على التمرد، قائلا « حان الوقت لتقولوا لنتنياهو، شكرا على كل ما فعلته ». وقال نتنياهو إنه « مندهش ومحبط »، وكرر دعوته لغانتس للانضمام إليه، مضيفا « هذا ما تتوقعه الجماهير منا »، متحدثا عن تشكيل حكومة موسعة. وأبرزت مصادر دولية، أنه لا يتوقع أن تؤدي نهاية عهد نتنياهو إلى تغيرات كبيرة في السياسة بالنسبة للعلاقات مع الولاياتالمتحدة أو الصراع الإقليمي مع إيران أو القضية الفلسطينية. وتشير تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه بعد فرز أكثر من 95 في المئة من الأصوات سيسيطر تكتل ديني يميني يقوده ليكود على 55 مقعدا بالكنيست المكون من 120 مقعدا في حين سيستحوذ تحالف من يسار الوسط على 56 مقعدا. وفور الانتهاء من فرز الأصوات، سيجري الرئيس ريئوفين ريفلين، الذي رحب بدعوة نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة، مشاورات مع الأحزاب التي فازت بتمثيل في البرلمان ويمنح أحد زعمائها 42 يوما لتشكيل حكومة.