أطلق سكان ولاية كيدي ماغا جنوبي شرقي موريتانيا صرخات الاستغاثة بعد اجتياح السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة مناطق من الولاية، مما تسبب في وفيات وأضرار مادية. وفي حديث للجزيرة نت، يقول التاجر بسيلبابي محمد الأمين بوب إن مناطق كثيرة تضررت بشكل كبير حتى أصبح من الصعب الوصول إليها. وقبل أن ينهمك في محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه، يضيف أن الساكنة تضرر منها الكثير، وبعضهم أصبح دون مأوى. أما النائب البرلماني عن مقاطعة سيلبابي أمدو يورو باري فأكد في حديث للجزيرة نت أن الأمطار تسببت في ثلاث وفيات في مدينة سيلبابي وحالتي وفاة في قرية سيركو، في حين تشير تقارير إعلامية إلى وفاة سبعة أشخاص في عموم الولاية. وبعد 24 ساعة من الحادثة، غادر وزير الخارجية ووزيرة الإسكان إلى المناطق المنكوبة، وزارا أسر الضحايا وقدما لهم التعازي وبعض المساعدات. ويقول النائب أمدو يورو باري إن السلطات الإدارية عاكفة على إحصاء الأضرار والأسر المحتاجة من أجل تقديم المساعدات لها. ويرى النائب المعارض عن حزب « تواصل » محمد ولد محمد امبارك أن هذا هو أول اختبار للحكومة الجديدة، مضيفا أن تنقل الوفد الوزاري للمنطقة أمر إيجابي، وإن كان متأخرا، وطالب الحكومة بمزيد من الجاهزية للتدخل في الوقت المناسب. وما تزال الأمطار تتهاطل من حين إلى آخر على ولاية كيدي ماغا المنكوبة، مما جعل ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يطلقون صرخة استغاثة من أجل تسيير قافلة إلى الولاية. ليلى مسعود ناشطة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، أطلقت مبادرة عبر صفحتها من أجل جمع التبرعات لمساعدة الأسر المتضررة في ولاية كيدي ماغا. وتقول إنهم شكلوا مكاتب في جميع مقاطعات نواكشوط التسع من أجل جمع التبرعات، وتضيف أنهم سيجهزون مواد غذائية للسكان. وطالبت جميع المواطنين بضرورة الوقوف مع إخوتهم في ولاية كيدي ماغا، وأن لا يتقاعسوا عن تقديم أي شيء لهم، فكل مساعدة مهما قلت سيكون لها تأثيرها. وقد كان حزب تواصل الإسلامي أول الأحزاب السياسية يصل إلى المناطق المتضررة من الأمطار والسيول، حيث قدم مساعدات للضحايا. النائب عن الحزب محمد ولد محمد امبارك أكد للجزيرة نت أن الحزب أرسل قافلة على وجه السرعة للتخفيف عن سكان المناطق. وبدأت الأمطار الغزيرة تتهاطل على مناطق متفرقة من البلاد، وتجاوزت في بعض الأحيان أكثر من 200 ميليمتر وخاصة في مدينة سيلبابي عاصمة ولاية كيدي ماغا. لكن سكان ولاية كيدي ماغا ومناطق أخرى يخشون أن تتحول نعمة المطر التي كانوا يصلّون من أجلها إلى نقمة ونكبة لا يمكنهم تجوزها. وحسب المهندسة في هيئة الأرصاد الجوية حينه شيخنا محمدي، فإن الهيئة تتوقع المزيد من الأمطار على كثير من المناطق ومن بينها ولاية كيدي ماغا التي تضم أماكن قد تتضاعف محنتها. ويعكف بعض الشباب على جمع التبرعات لضحايا السيول، ويطالبون السلطات الموريتانية بضرورة وضع خطة واضحة للتدخل في مثل هذه الحالات. وتعيد سيول كيدي ماغا إلى الأذهان نكبة مقاطعة الطينطان شرقي موريتانيا عام 2007، حيث تم إنشاء هيئة لإعمارها بعدما حطمتها السيول وتسببت في كثير من الأضرار.