وقف الملك محمد السادس عند التطبيق الجيد للجهوية المتقدمة واللاتمركز الإداري، وانتقد الملك محمد السادس بهذا الصدد المركزية الإدارية، إذ استنكر استمرار معالجة عدد من الملفات، رغم الجهود المبذولة بالادارة المركزية بالعاصمة الرباط. ودعا الملك الحكومة إلى الانكباب على تصحيح الاختلالات وإيجاد كفاءات قادرة على تحمل المسؤولية مضيفا « بلغنا مرحلة لا تقبل التردد أو الأخطاء، وجب فيها البحث عن الحلول، ولا يجب أن نخجل من نقط الضعف، بل هي دروس لتقويم الاختلالات وتصحيح المسار » » وركز الملك محمد السادس في خطابه في مدينة الحسيمة بمناسبة ثورة الملك والشعب على اللجنة التي ستسهر على الانكباب على دراسة النموذج التنموي، إذ أكد أنه وهو يواصل حمل الرسالة والأمانة، التي تركها جده ووالده، حريص على جعل المواطن في صلب التنمية، لمعالجة القضايا الكبرى، وهذا ما نتوخاه من إحداث اللجنة الخاصة للنموذج التنموي، وسنكلفها بمهام استباقية واستشرافية »، وأكد على الطابع الوطني للجنة، نموذج مغربي مغربي خالص، يتملك من خلاله المغاربة هذا النموذج وينخرطون في انجاحه ». نريدها ثورة متجددة يحمل مشعلها جيلا عن جيل، مستدلا بقولة محمد الخامس؛ رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الاكبر، وهو ما كرسه الملك الحسن الثاني، مؤكدا أنه استمر على ذات النهج بتحمل المسؤولية وخدمته، حرصنا على جعل المواطن في صلب التنمية وفاعلا في معالجة القضايا » وجدد الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء التذكير بأهمية أدوار اللجنة الخاصة بصياغة النموذج التنموي، مؤكدا خلال خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب على التوصيات التي ستخرج بها وعلى النموذج المغربي المغربي الخالص الذي يرجى أن تخرج به، داعيا المغاربة إلى الانخراط فيه. الملك قال إنه يريد النموذج المنتظر قاعدة صلبة لانبثاق عقد اجتماعي ينخرط فيه الجميع، وأن ويكون عماد المرحلة الجديدة؛ مرحلة المسؤولية والاقلاع الشامل، ومن دعائم ذلك ذكر تحسين ظروف المواطنين والحد من الفوارق الاجتماعية، التي تتواجد بالعالم القروي وضواحي المدن، مؤكدا أن هذا يتطلب عملا أكبر لتلبية احتياجاتها، من خلال خلق شغل مدر للدخل ودعم التمدرس ومحاربة الفقر والهشاشة، مؤكدا أن جهود الدولة في هذا الباب غير كافية، داعيا إلى دعمها من قبل القطاع الخاص مشددا على ضرورة التنسيق بين مختلف القطاعات.