قررت السلطات الجزائرية أول أمس الثلاثاء ترحيل الناشط الحقوقي ومدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش أحمد رضا بنشمسي بعد غياب سبب المتابعة والاكتفاء باتهامه بالتحايل على السلطات وارتكابه تجاوزا إداريا يتمثل في تقديمه جواز سفره المغربي لسلطات المطار رغم إشعارهم أن سبب الزيارة يتعلق بمراقبة الاحتجاجات في الجزائر بصفته داخل المنظمة المذكورة. مصادر مطلعة كشفت ل »فبراير » أن بنشمسي ذكر في وثيقة معطيات الزوار التي تتضمن معلومات عنهم، أنه يزور الجزائر بصفته مراقبا مبعوثا من قبل هيومن رايتس ووتش، لكنه في مقابل ذلك استعان بجواز سفره المغربي للدخول في غياب امتلاكه أي تصريح من المنظمة أو إذن بالمهمة. المصادر فسرت عدم استعمال بنشمسي جواز سفره الأمريكي بكون الجزائر تفرض على مواطني الولاياتالمتحدةالأمريكية التأشيرة في إطار سياسة المعاملة بالمثل، وهو مالم يكن يتوفر عليه، مما اضطره لتقديم جواز سفره المغربي. في مقابل ذلك يطرح متتبعون تساؤلات حول عدم إصدار منظمة هيومن رايتس ووتش أي توضيح أو بيان بخصوص الموضوع، ما جعل بعضهم يرجح فرضية رغبة دخول بنشمسي الجزائر بصفة شخصية. إلى جانب ذلك فليست علاقة بنشمسي بالجزائر على ما يرام، خاصة عقب إنجازه قبل حوالي سنة ونصف تقريرا مفصلا عن وضع سكان مخيمات تندوف؛ تسبب في إزعاج السلطات الجزائرية وإحراجها. يذكر أن السلطات الجزائرية كانت أوقفت بنشمسي نهاية الأسبوع الماضي ليلة كاملة قبل إطلاق سراحه مؤقتا وإرجاء البث في مصيره حتى أول أمس الثلاثاء وهو ما عنى تلقائيا انعدام إمكانية مغادرته التراب الجزائري إلى حين اتخاذ القرار.