قطعت خديجة ملاح، وهي امرأة مسلمة بالغة من العمر 18 عاماً والفائزة بكأس سباق ماغنوليا الخيري الذي أقيم في بلدة غودوود بإنجلترا، شوطاً طويلاً في وقت قصير، يقول موقع النيوزيلندي. فقد كانت رحلتها سريعة من ديارها في بيكهام بجنوب لندن إلى منافسة غودوود في ساسكس، مروراً بنادي الفروسية Ebony Horse Club في بريكستون، ودورة ركوب الخيل الأصيلة بمضمار نيوماركت. وفي يوم الخميس 1 غشت 2019، توجت رحلتها بالفوز في السباق الذي امتطت فيه الحصان هافرلاند. لكن لولا الكفاح، لم تكن خديجة ستصبح أول امرأة ترتدي الحجاب في سباق خيل بريطاني تنافسي، فضلاً عن فوزها بالسباق. بدايات فارسة مسلمة نشأت خديجة ملاح جنوبي لندن، وبالكاد كان هناك قليل ممن يمكن الاقتداء بهم أو بمسارهم في هذه اللعبة. هكذا يشرح شقيقها عبدوس (16 عاماً)، الذي كان من بين عديد من المشجّعين وهو نفسه ربما يصير فارساً في المستقبل، كيف كانت احتمالية مشاركتهم في سباقات الخيل غير مرجّحة أو على الأقل غير معتادة. يقول عبدوس: «أخذنا والدينا إلى مركز لركوب الخيل في موتنغهام، واعتدنا الذهاب إلى هناك كل ثلاثة أسابيع تقريباً، فقط لنلقي نظرة على الخيول في بادئ الأمر، وبعد ذلك كنا نذهب لركوبها. ثم بدأ والداي اصطحاب خديجة إلى نادي الفروسية Ebony Horse Club، وقالت أمي: حسناً، إذا كانت أختك ستذهب إلى هناك فقد تذهب أنت أيضاً». وأضاف: «لقد كنت أمتطي الخيل أيضاً بصحبتها في حظيرة خيل تشارلي فيلوز خلال الأسابيع القليلة الماضية. تُرى من فينا الأفضل؟ الإجابة هي: أنا كما هو واضح! لا، أنا أمزح. إنه أمر مدهش؛ أنها فازت في السباق». أصبحت نجمة بين عشية وضحاها إذ لاقت كثيراً من الاهتمام بها عشية الفوز، وستظهر بفيلم على محطّة ITV التلفزيونية البريطانية في فصل الخريف يدعى Riding A Dream. إنها شابة مشرقة ومثيرة للإعجاب وتخطط لدراسة الهندسة في الجامعة، ويبدو أنها تستمتع بدورها الجديد. تقول خديجة: «منذ نعومة أظافري، أردت أن أكون الشخص الذي يقتدي به الناس، وقد بدأت بالفعل تلقي رسائل من فتيات مسلمات لا أعرفهنّ. يسعدني حقاً أن أسمع من كل هؤلاء الأشخاص أنني أؤثّر بشكل إيجابي». ويمكنها بالتأكيد أن تعتبر المدرّب تشارلي فيلوز من بين عديد من المعجبين الجدد. ويقول: «إنها أروع شابة تعاملت معها في حياتي. لها ابتسامة تضيء حظيرة خيول». وقد يضم السباق بعض الوجوه الشهيرة من عالم الترفيه والتسلية، لكن لا شيء يخطف الأنظار مثل حيوانات يبلغ وزنها 500 كيلوغرام وتسير بسرعة 55 كم في الساعة. وقبل السباق اجتازت خديجة اختبارات فروسية إلى جانب العدّاءة الشهيرة هايلي تيرنر، ونالت رضا المدرّب تشارلز فيلوز كلياً، لدرجة أنه سمح لها بالمشاركة في سباق يوم الخميس. لتنافس مشاهير الفن والتيلفزيون ويشار إلى أن السلامة قد أصبحت محط اهتمام أساسي بهذه اللعبة في السنوات الأخيرة، لا سيما حين صارت منافسات سباق غودوود للخيل تمنح عديمي الخبرة مزيداً من الوقت والمساحة للمشاركة. وعلى هامش المنافسة، قالت فوغ ويليامز، وهي إحدى مشاهير التلفزيون الأيرلندي، وقد امتطت الجواد The Magic Sign وكانت أيضاً تنافس على الصدارة فترة وجيزة خلال السباق: «لقد حذّرنا جميعاً من البدء قبل اللحظة المقررة، وكانوا يقولون لنا إنه إذا بدأ أحد قبل لحظة البدء فسيلغون السباق». وبصرف النظر عن الخطر الجسدي الذي قد يتعرض له المشاركون، لا يمكن إغفال الضغط الذي يتسبب فيه الاهتمام. وقبل السباق مباشرة، التقت خديجة مجموعة كبيرة من المشجّعين والمصورين، وكانت ترتعش قليلاً، وكانت تبدو كمراهقة في حالة تأثُّر شديد، لكن هذا لم يستمر سوى لحظات، ثم استجمعت خديجة قواها وامتطت الحصان، ونالت بعض التعليمات في اللحظة الأخيرة من المدرّب تشارلز فيلوز، للبقاء في وسط المضمار، وسرعان ما صارت خديجة في صدارة السباق، محققةً النصر المُلهم.