واصلت صحيفة "التايمز" البريطانية اهتمامها بقضية فرار الأميرة هيا بنت الحسين، زوجة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتحت عنوان "تاريخ من محاولات الهرب في عائلة آل مكتوم" نشرت تقريرا لريتشارد سبنسر، مراسل شؤون الشرق الأوسط، وديفيد براون. ويقول الكاتبان بدأ الأمر عندما فرت فتاة في التاسعة عشرة من عمرها من منزلها في منطقة سري في انجلترا، وعُثر عليها بعد عدة أسابيع، حيث تم نقلها إلى دبي في طائرة خاصة. وتقول الصحيفة إنه لو كانت الفتاة عادية لانتهى الأمر عند ذلك، ولكن الفتاة كانت الشيخة شمسة آل مكتوم، وهي الآن في السابعة والثلاثين، إبنة واحد من أثرى القادة العرب. وتعتبر الصحيفة أنه إذا صحّ ذلك، فانه يعتبر جريمة ارتكبت على الأراضي البريطانية، وكان من المفترض أن يتم تحقيق بالأمر، لكن ذلك لم يحصل وواصلت العائلة الحاكمة في دبي زياراتها لبريطانيا، ولقاءاتها مع العائلة المالكة في إنكلترا. وتقول الصحيفة إن الشيخة شمسة، وفقا للتقارير آنذاك، كانت فتاة ذات شكيمة تسعى لأن تحيا حياة ذات نسق غربي، وذات يوم استقلت سيارة من قصر والدها في منطقة "سري" في انجلترا، وقادتها في محاولة للفرار، وإثر العثور عليها، أُعيدت إلى دبي. وخلص تحقيق إلى أن فريق بحث عثر عليها في كامبريدج واختطفها وأقلها على الفور إلى دبي. وتقول الصحيفة إنه بعد سنوات من محاولة فرار الشيخة شمسة، تحديدا في مارس العام الماضي، فرت شقيقتها الشيخة لطيفة، إحدى بنات حاكم دبي، قبل أن يتم القبض عليها على متن يخت في عملية للقوات البحرية من عدة دول وتُعاد إلى الإمارات. وقامت الأميرة هيا بتشجيع صديقتها الرئيسة الأيرلندية السابقة، ماري روبنسون لزيارة دبي في دجنبر، حيث ظهرت في صورة مع الشيخة لطيفة والتي وصفت بالفتاة المضطربة والقابلة للاستغلال وتتلقى عناية طبية ودعما من العائلة. ويرى ناشطون أن لطيفة بدت ذاهلة وكأنها تحت تأثير مخدر. ونفت روبنسون صداقتها مع العائلة الحاكمة في دبي "لم أكن أبدا صديقة باستثناء الأميرة هيا، صديقة والتي لا تزال صديقتي". ويقول أصدقاء الأميرة هيا إنها قررت مغادرة دبي بعد ظهور حقائق ضايقتها عن الأميرة لطيفة. وتضيف الصحيفة أن المرأة، التي أصبحت بعد أربع سنوات من محاولة فرار شمسة زوجة لوالدها، هي الأميرة هيا بنت الحسين، والتي فرت هي الأخرى، وتسعى للطلاق، وتشير تقارير إلى وجود صلات بين محاولتي الهرب. ويرى الكاتبان أنه عندما تلتقي الأميرة هيا مع زوجها، والد شمسة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، في قاعة المحكمة في لندن، فإن القضايا التي ستناقشها المحكمة قد تكون أكثر من حضانة الأبناء والنفقة. وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات لم تنضم لمعاهدة لاهاي، والتي ينص أحد بنودها على أن حضانة الأبناء يتم حسب قانون البلد التي يقيمون فيها، ومن الم}كد أن الأميرة هيا ستعارض عودة ابنتها جليلة (11 عاما) وابنها زايد (7 أعوام) إلى الإمارات. وتضيف الصحيفة أن جوهر الأمر في المحكمة سيكون علاقة الشيخ محمد بأسرته الكبيرة المكونة من ست زوجات و23 من الأبناء، وسلوكه في إمارة دبي التي يحكمها، وغيرها من الأمور الخاصة بالطلاق.