أعلنت إيران الخميس أنها تجاوزت السقف المحدد لمخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015، ما يعني الإعلان للمرة الأولى عن إخلالها بالتزاماتها الدولية الواردة في هذا الإتفاق. وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لوكالة ايسنا شبه الرسمية « لقد تجاوزت ايران سقف ال300 كلغ » من مخزون اليورانيوم الضعيف التخصيب. ويأتي هذا الإعلان الذي وصفته لندن ب »المقلق جدا »، متزامنا مع توتر شديد مع الولاياتالمتحدة، وتزايد المخاوف من تصعيد عسكري في منطقة الخليج الاستراتيجية. وكانت العلاقة بين طهران وواشنطن وصلت إلى مستوى خطير من التوتر مع قيام ايران في العشرين من حزيران/يونيو بإسقاط طائرة مسيرة أميركية. وفي حين تؤكد ايران أن الطائرة كانت في الأجواء الإيرانية، تقول الولاياتالمتحدة العكس. وبعد تصريح ظريف أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المكلفة التحقق من تطبيق طهران الاتفاق النووي، أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب تجاوز بالفعل الحد المسموح به، بحسب المتحدث باسم الوكالة الأممية. وقال المتحدث في تصريح مكتوب الاثنين إن « الوكالة تحققت في الأول من تموز/يوليو من تجاوز مجمل مخزون (طهران) من اليورانيوم المخص ب ال300 كلغ »، والمدير العام للوكالة يوكيا أمانو أبلغ مجلس الحكام بذلك. ولم تكشف الوكالة الذرية نسبة التجاوز هذه في المخزون، على غرار وزير الخارجية الإيراني الذي لم يقدم أيضا أي رقم بهذا الصدد. وكان مسؤول ايراني اعلن الجمعة أن هذا المخزون كان الجمعة الماضي اقل ب2،8 كلغ من سقف ال300 كلغ. وباتت المسألة حاليا تدور حول تداعيات الإخلال الإيراني بالإلتزامات الواردة في الاتفاق النووي. رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو دعا الإثنين الأوروبيين الى « معاقبة » طهران. وقال في بيان أصدره مكتبه « لقد التزمتم بالتحرك فور انتهاك إيران الاتفاق النووي … ولذلك أقول لكم: افعلوا ذلك ». إلا أن المعنيين قبل غيرهم بهذا الأمر هي الدول الموقعة على اتفاقية فيينا بمعزل عن الولاياتالمتحدة، وهي : المانياوالصينوفرنساوبريطانياوروسيا. وحثت الدول الأوروبية وخاصة فرنساايران خلال الاسابيع القليلة الماضية على عدم ارتكاب « خطأ خرق » الإتفاقية. وتؤكد طهران أنها تتحرك « في إطار الاتفاق » الذي تتيح مادتان فيه لأي طرف أن يكون بحل من التقيد ببعض التزاماته لفترة معينة، في حال اعتبر أن الطرف الثاني لا يفي بها. واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تجاوز ايران لسقف مخزون اليورانيوم الضعيف التخصيب « مدعاة للأسف، لكن لا داع لتضخيم الأمور »، داعيا الأوروبيين الى « عدم مفاقمة الوضع »، وطهران الى « التصرف بطريقة مسؤولة ». إلا أن ردة فعل لندن كانت الأقوى معتبرة الإعلان الأميركي « مقلقا للغاية ». وقال وزير الخارجية جيريمي هانت عبر تويتر « أحث ايران على عدم الابتعاد عن الاتفاق والتقيد مجددا بالتزاماتها ». وردا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب أحاديا من الاتفاق النووي في ماي 2018، وإعادة فرض عقوبات على إيران، أعلنت طهران في 8 أيار/مايو أنها لم تعد ملزمة بما ينص عليه الاتفاق لجهة ألا يتجاوز مخزونها من المياه الثقيلة 130 طنا ، ومخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب 300 كلغ. وتهدد طهران أيضا بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم لتصبح أعلى مما هو وارد في الاتفاق (3,67%)، بدءا من 7 تموز/يوليو، وإعادة إطلاق مشروعها لبناء مفاعل أراك للمياه الثقيلة (وسط البلاد)، إذا لم تساعدها الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق (المانيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، روسيا) في الالتفاف على العقوبات الأميركية.