وقعت ايران وتركيا والبرازيل اتفاقا لتبادل اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب بوقود نووي عالي التخصيب على الاراضي التركية، في محاولة لحل الازمة الناجمة عن سياسة تخصيب اليورانيوم من قبل ايران. ووقع الاتفاق، الذي جاء نتيجة وساطة قامت بها البرازيل وتركيا ، في طهران، وزراء خارجية الدول الثلاث بحضور الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد ، والبرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وينص المشروع خصوصا على قيام ايران بارسال1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب (5 ,3 %) الى تركيا لمبادلته في مهلة اقصاها سنة ب120 كلغ من الوقود العالي التخصيب (20 %) اللازم لمفاعل الابحاث في طهران, كما اعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية ، رامين مهمانبرست. واضاف ان اقتراح الدول الثلاث سيرسل في مهلة اسبوع الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال ان «مكان تخزين اليورانيوم سيكون تركيا تحت اشراف ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية». واكد انه في حال وافقت الدول الكبرى على هذا الاتفاق، فان «ايران سترسل في غضون شهر واحد1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى تركيا». ويهدف هذا الاقتراح الى محاولة حل الازمة بين ايران والقوى الكبرى بسبب البرنامج النووي الايراني، لا سيما تخصيب اليورانيوم من قبل طهران. وبعد الاعلان عن الاتفاق، اعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، ان العقوبات ضد ايران لم تعد ضرورية. وقال «هذا الاتفاق يجب ان يعتبر امرا ايجابيا, واليوم لم يعد هناك حاجة لعقوبات» ضد ايران. وتخشى المجموعة الدولية ان تكون ايران تسعى, رغم نفيها المتكرر, الى امتلاك السلاح النووي وهي تهدد الجمهورية الاسلامية بعقوبات جديدة اذا واصلت سياسة التخصيب التي تسارعت في الاشهر الماضية. و قد بدأت تركيا والبرازيل, العضوان غير الدائمين في مجلس الامن الدولي ، والمعارضان للعقوبات, وساطة ادت الى زيارة الرئيس لولا الى طهران ثم اردوغان. وشجعت الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا زيارة لولا الى طهران رسميا ، واعتبرتها بمثابة «الفرصة الاخيرة» لتجنب عقوبات، لكن فرص نجاح هذه الوساطة اعتبرتها واشنطن وموسكو ضئيلة. وفي اول رد فعل, اتهمت اسرائيل ايران «بالتلاعب» بتركيا والبرازيل عبر «التظاهر بقبول» تسوية حول تبادل اليورانيوم. بينما اعتبر الاتحاد الأور بي اتفاق تبادل اليورانيوم الايراني، «لا يقدم ردودا على كافة المخاوف» وفي باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير ، ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي التي يتعين عليها الرد على الاتفاق بين تركيا والبرازيل وايران بشأن تبادل الوقود النووي, مشيرا في الوقت نفسه الى احراز تقدم في جهود فرض عقوبات على طهران في الاممالمتحدة. ومن برلين، قال متحدث باسم الحكومة الالمانية ، في رد حذر على الاتفاق المتعلق بمبادلة الوقود النووي الايراني الذي أعلن ، ان ألمانيا تريد معرفة تفاصيل الاتفاق الذي وقعته ايران والبرازيل وتركيا قبل تقييمه. وتابع في مؤتمر صحفي «أولا نريد معرفة على وجه الدقة ما تم الاتفاق عليه» ، مضيفا أن بالنسبة لالمانيا من المهم أن تذعن ايران للمطالب التي حددتها الاممالمتحدة.