أفادت دراسة أميركية حديثة بأن الجلوس أمام شاشات التلفاز لمدة أربع ساعات يوميا فأكثر، يزيد فرص الإصابة والوفاة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية. الدراسة أجراها باحثون بجامعة سنترال فلوريدا الأميركية، ونشرت في دورية جمعية القلب الأميركية (Journal of the American Heart Association) العلمية. وأجرى الفريق دراسته للمقارنة بين آثار الجلوس في الوظائف المكتبية، والجلوس لمشاهدة التلفاز على صحة القلب. وراجع الفريق بيانات 3592 من البالغين، حيث راجعوا عاداتهم مع التلفاز، بالإضافة إلى عدد الساعات التي يقضونها جالسين في أعمالهم المكتبية. وخلال فترة المتابعة التي استمرت أكثر من ثماني سنوات، تم تسجيل إصابة 129 شخصا من المشاركين بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية، بالإضافة إلى 205 حالات وفاة. ووجد الباحثون أن المشاركين الذين كانوا يجلسون لساعات طويلة أثناء الوظائف المكتبية مارسوا أنشطة بدنية معتدلة، وتناولوا نظاما غذائيا أكثر صحة، وكان دخلهم المادي أكبر، وأقل معدلا لتدخين السجائر وشرب الخمر، مقارنة مع من كانوا يقضون ساعات طويلة أمام التلفاز. في المقابل، كان من يجلسون لساعات طويلة أمام التلفاز يعانون من معدل دخل منخفض، ونشاط بدني أقل، وتناول طعام غير صحي، وشرب كميات كبيرة من الخمر والسجائر، وكان معدل ضغط الدم لديهم أكثر ارتفاعا. وأفاد 33% من المشاركين بأنهم يشاهدون التلفزيون لمدة تقل عن ساعتين يوميا، فيما ذكر 36% أنهم يشاهدون التلفاز من ساعتين إلى أربع ساعات يوميا، فيما قال 31% إنهم شاهدوا التلفاز لأكثر من أربع ساعات يوميا. ووجد الباحثون أن من شاهدوا التلفاز أربع ساعات فأكثر يوميا، كانوا أكثر عرضة للإصابة والوفاة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50%، مقارنة بمن شاهدوه لساعتين، أو جلسوا ساعات طويلة في الوظائف المكتبية. وقالت قائدة فريق البحث الدكتورة جانيت غارسيا « قد تترافق مشاهدة التلفزيون مع مخاطر صحية تؤثر على كفاءة القلب، أكثر من مجرد الجلوس في العمل، لأن الجلوس أمام التلفاز مرتبط بعادات خاطئة كالطعام غير الصحي وقلة الحركة وشرب الخمر والتدخين ». وأضافت أنه خلال مشاهدة التلفاز في نهاية اليوم يستهلك الأفراد أكثر من وجبة، ويجلسون لساعات طويلة دون حركة حتى يناموا، وهذا السلوك مضر للغاية بالصحة.