يُصدَم كثيرٌ من الناس حين يعرفون أن أصغر فتاة تُنجب طفلاً في التاريخ المدوَّن كانت في الخامسة من عمرها فقط. تزداد صدمتهم في بعض الأحيان حين يعرفون أن أصغر جدَّة في التاريخ كان عمرها 17 عاماً. لكن بسبب حالةٍ طبيةٍ تُعرف باسم «البلوغ المبكِّر» قد تصل كثيرٌ من الفتيات إلى النضج الجنسيِّ في أعمارٍ تكاد لا تتعدَّى سنَّ الرضاعة. إليكم 6 حالاتٍ -جميعها موثَّقةٌ بالعلوم الطبية- لإناثٍ أنجبن أطفالاً بين أعمار الخامسة والثامنة، من موقع Thought Catalog. 1. لينا ميدينا (بيرو): أنجبت وسنها 5 سنوات بحالة طبية عجيبة! حين ذهب والدا فتاةٍ بيروفيةٍ تُدعى لينا ميدينا بابنتهما ذات الخمس سنوات إلى المستشفى في مارس 1939 بعد شكواها من آلامٍ حادةٍ في البطن، افتُرِض في البداية أنها مصابةٌ بوَرمٍ. لكن بعد الفحص الدقيق، اتَّضح أنها حاملٌ في الشهر السابع. وخَلُص الأطباء إلى أنها مرَّت بأول فترة حيضٍ لها في سنٍّ عجيبة: بعد ثمانية أشهرٍ من ولادتها! في النهاية، أنجبت ولداً في شهر ماي من عام 1939. وبسبب الصغر الاستثنائي لحجم حوض لينا، وُلِد الطفل ولادةً قيصرية. سُمِّي الطفل خيراردو، تيمُّناً بالطبيب المُشرف على حالة لينا، وكان وزنه نحو 3 كيلوغرامات. وقد نشأ الولد بصحة جيدةٍ وقيل له إن لينا هي أخته لا أمه، لكنه في النهاية عرف أنه ابنها حين بلغ العاشرة من عمره. توفِّي خيراردو في سنِّ الأربعين. كان أول ردِّ فعلٍ من السلطات أن ألقت القبض على والد لينا، اشتباهاً في اغتصابه لها، لكن أُطلِق سراحه لعدم وجود أدلَّة كافية. ولم يتوصَّلوا قط إلى هوية والد خيراردو. وقد عملت لينا وهي على مشارف بلوغ سن الرشد سكرتيرةً في العاصمة البيروفية ليما. وتزوَّجت رجلاً يُدعى راؤول خورادو وأنجبت مرةً أخرى عام 1972. وحسب آخر المعلومات، كانت لا تزال تعيش في حيٍّ فقيرٍ من ليما حتى عام 2002. في البداية، بدا أن القصة ما هي إلا خدعة مُتقنة، لكن بعدئذٍ أكَّد الأطباء صحَّة الحالة بناءً على عيِّناتٍ من نسيج جمجمة المولود وفحصها بالأشعة السينية داخل الرَّحِم. 2. ليزا بانتويفا (أوكرانيا): اغتصبها جدها أثناء المجاعة فولدت في سن السادسة! في أوائل الثلاثينيات، كانت ما تُعرَف الآن بدولة أوكرانيا ذات السيادة جزءاً من الاتحاد السوفيتي. وفي مأساةٍ وقعت عامَي 1932 و1933 تُعرَف باسم «هولودومور» أي وباء الجوع، لقي ما يتراوح بين 4 و7 ملايين أوكراني مصرعهم من الجوع -حسب التقديرات- إثر سياساتٍ متعمَّدةٍ من الزعيم السوفيتي الشيوعي جوزيف ستالين. وفي عام 1933، في تلك الدولة التي دمَّرها الذعر، تعرضت فتاةٌ في الخامسة من عمرها تُدعى يليزافيتا بانتويفا للاغتصاب من جدّها والد أمِّها ذي السبعين عاماً! وحملت منه. أنجبت ليزا الصغيرة مولودَها بُعيد أيامٍ من عيد ميلادها السادس. ورغم عدم رغبة أبويها في إجراء الأطباء ولادةً قيصريةً لها، أشرف الأطباء على ولادة فتاةٍ بوزن 3 كيلوغرامات تقريباً، باستخدام ملاقط وكامشاتٍ، وتسبَّبوا بالخطأ في إحداث مزقٍ في المشيمة أثناء الولادة، وبهذا قتلوا المولودة أثناء إنجابها. ويُعتَقد أن الطفلة لو وُلدَت ولادةً طبيعيةً، لعاشت. بعد عملية الولادة الفاشلة، هاجرت الأسرة كلها من خاركيف إلى فلاديفوستوك، ومعهم الجدُّ المغتصب. 3. فتاة مجهولة الهوية (دلهي، الهند): أنجبت وأرضعت رضاعة كاملة! نُقِلَت فتاةٌ مسلمةٌ تُعرف فقط باسم»إتش» إلى أحد المستشفيات في مدينة دلهي الهندية في يونيو من عام 1932، ومثلها مثل لينا ميدينا، اشتُبه في البداية بأنها تعاني من ورمٍ ضخمٍ في البطن. وقد أنجبت طفلةً بوزنٍ لا يتعدى الكيلوغرامَين. دخلت إتش -وهي فتاة مسلمة غير متزوجة- المستشفى في مارس عام 1932 بسبب ورم في البطن. كما قال والدها، فإن عمرها 7 سنوات. طولها: متر و19 سنتيمتراً، وزنها: 21.7 كيلوغرام. كانت ما زالت محتفظةً بأسنانها اللبنيّة، عدا الضرسَين الأوَّلَين والسن القاطعة السفلية اليُمنى، بينما كانت السن القاطعة السفلية اليُسرى بدأت تنبت أمام السن اللبنية. لم تمرّ الفتاة بفترة حيض من قبل. وعند الفحص تبيَّن أن الورم إن هو إلا الرَّحم بعد ستة أشهر ونصف من الحمل. بدأ المخاض، لكن نظراً لتعذُّر الوصول إلى الرأس أُجرِيت ولادةٌ قيصريةٌ، ووُلِدَت طفلةٌ بوزن 1.9 كيلوغرام. وفي ما عدا معاناتها من الذعر خلال الأيام الثلاثة الأولى فقد تعافت الأم تعافياً تاماً، واستطاعت إرضاع مولودتها، وواصلت فعل ذلك لمدة تسعة أشهر. وفي نهاية هذه الفترة وصل وزن الطفلة إلى 5 كيلوغرامات. استعلمت إحدى المجلات حينها عن تاريخ ميلاد المريضة من سجلات البلدية، وأكَّده مسؤول الصحة، الذي أجرى مقابلةً شخصيةً مع الوالد. وبما أن مسؤول الصحة قد أكَّد هذا القيد أيضاً، يبدو ألَّا شكَّ في صحة السنِّ التي أبلغ عنها الوالد. ومع أن التقارير أشارت إلى أن «إتش» لم تكن قد مرَّت بفترة حيض من قبل ولم ينضج ثدياها بعد، فقد أرضعت مولودتها لمدة تسعة أشهر كاملة. 4. موم زي (دلتا النيجر): زوجة زعيم إفريقي في ما تُعرَف في الزمن الحاضر بنيجيريا، كانت فتاة صغيرة جداً تُدعى موم زي واحدةً من حريم الزعيم أكيري في جزيرةٍ تسمَّى كالابار. ولا توجد معلومات كثيرة عن الولادة عدا أن ابنتها أصبحت الشخصية التالية في هذه القائمة. 5. زي (دلتا النيجر): جعلت أمها أصغر جدّة في التاريخ وضعت ابنةُ موم زي والدتَها في سجلات التاريخ، بإنجابها طفلاً لها في هذه السن الصغيرة إلى حدٍّ جنونيٍّ، كتبت اسم موم زي في صفحات التاريخ باعتبارها أصغر جدَّة في تاريخ العالم في سن السابعة عشرة! 6. آنا ميومنتهالر: من سويسرا عام 1759 لا يُعرَف الكثير عن هذه الحالة إلا أنها حدثت في الاتحاد السويسري القديم، المعروف الآن ببساطةٍ باسم سويسرا. كان مسقط رأس الفتاة هو قرية لوبرزفيل في كانتون برن، وقد حملت من أحد أقاربها. وأنجبت مولوداً جهيضاً قبل ثلاثة أشهرٍ فقط من بلوغها سن التاسعة.