بعد أن أعلن في ألبومه الأخير، كونه الأقوى على الخشبة، جاء تأكيد المغني الصامد كيري جيمس، مساء أمس الأحد بالرباط، لأحقيته في ريادة موسيقى الراب، بتقديمه حفلا خالدا لعشاق هذا الفن الذين حجوا بكثافة لمنصة أبي رقراق، في إطار فعاليات الدورة الثامنة عشر لمهرجان « موازين.. إيقاعات العالم ». العنفوان والقوة والبلاغة والالتزام هي كلمات قادرة على تلخيص مسار مغني الراب الفرنسي من أصل هاييتي والمزداد في غوادلوب، كما تشكل العناوين الأبرز للحفل الذي أحياه على ضفاف نهر أبي رقراق. فبتباث وثقة كبيرين، تمكن كيري جيمس من فرض حضوره على الخشبة، موظفا كاريزميته الجذابة التي تثبت كيف تمكن هذا النجم من التألق منذ 2017 على خشبات المسرح. وبتأديته لأشهر أغانيه ك « يوم سأعتزل الراب » و »شارع الألم » و »عودة الراب الفرنسي »، ألهب الفنان حماس الجماهير الغفيرة، قبل أن يحرك مشاعرها بكيفية مؤثرة عبر نصوصه العميقة التي يحكي من خلالها لجمهوره كيف عاش حياته وسط دوامة من الأحداث قبل أن يسلك المسار الصحيح. لكن بأدائه ل « محمد علي »، في إشارة للأسطورة العالمية في رياضة الملاكمة، جعل جيمس أرجاء فضاء أبي رقراق تهتز وأخرس أفواه كل المشككين في قدرته على إشعال فتيل الجمهور الحاضر. وتفاعل جمهور المهرجان مع أيقونة الراب الفرنسي، وسايروه في كل رقصاته وتحركاته على الركح، ما خلق أجواء لا توصف. ومن بين الأحداث اللافتة للانتباه في الحفل الموسيقي، أداه أغنية « J'rap encore » التي يجدد من خلالها كيري جيمس تأكيده على الوفاء لمبادئه، ولفن الراب الملتزم وأفكاره الصادقة، فهو حاضر دائما في طليعة فناني الراب، بعد 27 سنة من إطلاق عنوانه الأول « الحياة وحشية ». وعند تأديته لأغنية PDM، عرف كيري جيمس كيف يصنع توليفة بين الأفروميوزيك والرقص، وموسيقى الجاز، فضلا عن كلاسيكيات بالبيانو، ليجعل من حفلته مزيجا فنيا باهرا. وقبل مغادرة المنصة، ارتدى كيري العلم الوطني المغربي، ودون حضوره إلى مدينة الرباط بصورة التقطها صحبة جمهور منصة أبي رقراق بواسطة هاتفه الذكي. ورسخ النجم الفرنسي ذو الصوت القوي، مرة أخرى، صورته كرمز « للراب الملتزم بلا منازع ». ودون الحاجة إلى اللجوء المفرط إلى تقنية الأتوتون، أثبت كيري جيمس، واسمه الحقيقي أليكس ماتورين، أنه لا يزال في قمة عطاءه وأن إشعاع الراب الحقيقي لن يخفت لطالما لا زال يصعد ليؤدي على خشبة المسرح. ويظل مهرجان موازين التي تنظمه جمعية مغرب الثقافات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موعدا لا محيد عنه لعشاق الموسيقى بجميع أصنافها. ويمنح هذا الملتقى الموسيقي في دورته الثامنة عشر برمجة استثنائية ومتنوعة تشمل الأغنية المغربية والإفريقية والشرقية وحتى الغربية.