يناقش المؤتمر السنوي الثامن والعشرين للجمعية المغربية لجراحة الدماغ والأعصاب، المنعقد بطنجة بين 19 و 22 يونيو الجاري، المستجدات على مستوى العالم في هذه الجراحة الدقيقة. وينعقد المؤتمر بشراكة مع الجمعية المغربية لجراحة العمود الفقري والنخاع الشوكي، في مؤتمرها العاشر، والجمعية العربية لجراحة الدماغ والأعصاب عند الأطفال، في مؤتمرها الثالث، والفدرالية المغربية لجراحة الدماغ والأعصاب، في مؤتمرها الثامن. ويعرف هذا الملتقى العلمي الدولي حضور حوالي 300 مشارك من 30 بلدا عبر العالم، خاصة من دول المغرب الكبير وإفريقيا جنوب الصحراء، إلى جانب دعوة بعض الشخصيات البارزة عالميا في مجال جراحة الدماغ والأعصاب. وحسب وثيقة للمؤتمر، فقد أصبح المغرب من البلدان النشيطة في الفيدرالية الدولية لجمعيات جراحة الأعصاب، بصفته بلدا معتمدا منذ عام 2002 في مجال تكوين جراحي الدماغ والأعصاب من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وأكد الدكتور عبد الصمد الوهابي، رئيس المؤتمر ورئيس قسم جراحة الدماغ والأعصاب بمستشفى الاختصاصات بالرباط، أن هذا اللقاء سيساهم بالتأكيد في التكوين المستمر للأطباء المغاربة، وكذا ترسيخ مكانة المغرب كبلد رائد إفريقيا في جراحة الدماغ والأعصاب. وأبرز أن المشاركين سيتطرقون أيضا إلى واقع جراحة الدماغ والأعصاب عند الأطفال ومناقشة الحالات التي تتطلب تدخلا جراحيا مباشرة بعد الولادة، مضيفا أنه سيتم بحث « الحالات السائدة في مثل هذه التدخلات واستعراض التقدم المحرز في الميدان ». على صعيد آخر، كشف الدكتور الوهابي عن دعوة كافة أطباء الدماغ والأعصاب من بلدان جنوب الصحراء والذين تلقوا تكوينهم في المغرب خلال 17 سنة الأخيرة للمشاركة في المؤتمر، موضحا أن هذه المبادرة تروم تعزيز التواصل وتشبيك العلاقات المهنية. من جانبه، اعتبر كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، في كلمة بالمناسبة، أن التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر « ستكون مفيدة جدا في ما يتعلق بتطوير عرض التكوين والبحث العلمي في مجال الصحة بصفة عامة، وجراحة الدماغ والأعصاب على وجه التحديد ». وأعلن عن أن المغرب بصدد مراجعة استراتيجية البحث العلمي والتحضير للجنة الوزارية الدائمة للبحث العلمي والتي ضمنها سيتم تسطير أوليات البحث العلمي بالمغرب، مشددا على أن « البحث العلمي في الصحة من المواضيع التي نوليها أهمية كبيرة ». على مستوى واقع جراحة الدماغ والأعصاب، كشف كاتب الدولة عن أن عدد الأطباء بالمغرب في هذا التخصص يصل إلى 230 طبيبا، بينما عدد الأساتذة الباحثين المسجلين في كليات الطب في هذا المجال يناهز 40 باحثا، فيما يبلغ عدد الأطباء المقيمين في ذات التخصص حوالي 60 طبيبا، من بينهم 20 طبيبا ينحدرون من 17 بلدا إفريقيا، منوها بأن « المغرب صار مستقطبا للتكوين في هذا التخصص الطبي الدقيق ». وتم في إطار فعاليات المؤتمر تقديم كتاب « بروز جراحة أعصاب إفريقية »، وهو المؤلف الجديد للبروفيسور عبد السلام الخمليشي، طبيب مختص في جراحة الدماغ والأعصاب ورئيس مؤسسة الحسن الثاني للوقاية ومكافحة أمراض الجهاز العصبي.