اتهم حكيم بن شماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، خصومه في الحزب بالتعجيل إلى عقد المؤتمر الوطني للحزب في يوليوز، قصد « الظفر بتزكيات متحكم فيها للترشيح في الانتخابات المقبلة، من خلال انتخاب أمين عام دمية « ماريونيت » والتحكم في قراراته. وأبرز بن شماش، في رسالة وجهها إلى أعضاء حزبه، اليوم الخميس 20 يونيو 2019، أن هؤلاء يجروون وراء التزكيات « لأنها مدرة للدخل المباشر والغزير الذي لا يجد طريقه لحساب الحزب البنكي »، بقدر ما « ينفع لشراء الولاءات وصناعة « زعامات » قادرة على إحداث الضجيج »، على حد قوله. واتهم بن شماش خصومه ب »سرقة اللجنة التحضيرية، وتحدي لجنة التحكيم والأخلاقيات »، كما اتهم عضوا وصفه ب »بوجلابة » ب »إجهاض رئاسة لجنة التنسيق بين رؤساء الجهات الخمسة للأخ علي بلحاج، كما أجهض حتى مجرد ندوة للاحتفاء بالذكرى الحادية عشرة لتأسيس حركة لكل الديمقراطيين »، كما اتهم عضوا آخر وصفه ب »المحامي » (في إشارة مضمرة لعبد اللطيف وهبي)، بالتصريح بتعجيل المؤتمر قصدا، بمعية من أسماهم ب »السفسطائيين ». ووصف زعيم حزب « الجرار » الاجتماع الذي قاده أعداؤه بالحزب، السبت الماضي، ب »الاجتماع الأسود » و »لقاء الخيمة المائلة »، مؤكدا أنه يتوفر على تسجيلات من هذا الاجتماع تبرز أن هذا التجمع « يقوده تحالف مصلحي ليعض مليارديرات الحزب الجشعين »، حسب تعبيره. وأكد أن هؤلاء « موزعون على مناطق نواحي طنجة والحسيمة وبني ملال ونواحي آسفي ومراكش »، وأنهم يتبادلون الصفقات التابعة للمجلس الجهوي بمراكش آسفي وغيره من الجماعات الترابية والجهات، وهي الصفقات التي « تسمح بتدبير الانتخابات المقبلة وتوزيع التزكيات من منطق متحكم فيه ». وشجب بنشماش، في هذا الإطار « إرادة السطو على مؤسسات الحزب وعلى رصيده النضالي وتوظيفه لتنمية مصالح خاصة، وإرادة الشرعية وتصحيح المسار وإعادة تعريف مفهوم المسؤولية وتنقية عتبات الباب وجنبات البيت، وهي معركة نتشابك فيها مع قوة نشأت وترعرعت في سياق الانحرافات التي وقعت في صفوفنا »، التي وجب، حسبه « التصدي لها قبل أن تتغول وترتدي لبوس الشبكة أو الأخطبوط ذي الأذرع المتعددة. في المقابل، طالب الأمين العام أعضاء حزبه بالتحلي بالصبر والصمود في الدفاع عن قيم المشروع المشترك للحزب، والذي يتمثل في « المساهمة في تنمية وتقوية مناعة البلاد وهي تواجه المخاطر والتحديات المحدقة بها من الداخل والخارج، وهو مسار شاق يحتاج إلى النفس الطويل ». كما طالب ب »تدبير شؤون الحزب بما انطوى عليه من مزاجية وارتجالية في مستويات مختلفة »، ومنها، يذكر بنشماش « ما هو مرتبط بالبيئة الثقافية والسياسية الوطنية المتوجسة والمعادية في الكثير من الأحيان، ومنها ما هو متعلق بتضخم المنطق الانتخابوي واحتقار وظائف الحزب في مجالات التأطير والتكوين والمواكبة ». وأكد بنشماش على وجوب أن « يكون مؤتمر الوضوح والقرارات الشجاعة، وأن يعيد لقلب الحزب وعقله نبضاتهما القوية والمنتظمة. ذلك أن المعركة التي نخوضها اليوم، والتي يجب أن ننخرط فيها بالحزم والصرامة المطلوبتين، بالاحتكام لقوانين الحزب، ولكن أيضا بالتعلق الأمين بفضائل الأخلاق السياسية النظيفة وبآداب الحوار الراقي ».