قال سفير المغرب بنواكشوط، حميد شبار، إن الشأن الثقافي يحتل مكانة الصدارة في العلاقات الثنائية العريقة بين المملكة وموريتانيا، مؤكدا أنه يضطلع بدور محوري في توطيدها وتعزيزها أكثر. وأوضح شبار، الذي استضافته القناة الثقافية الموريتانية، أمس الاثنين، بمناسبة مشاركة موريتانيا كضيف شرف في الدورة الخامسة عشرة لموسم طانطان (14 – 19 يونيو)، أن المغرب ظل حريصا دائما على إغناء العلاقات الثقافية بين البلدين، اللذين يجمعهما موروث ثقافي مشترك ضاربة جذوره في التاريخ، والذي « يجب الحفاظ عليه ودعمه وتحصينه، حتى نتمكن من أن نصنع منه مشتركا يحفزنا للعطاء أكثر ». وأضاف أن « هذا الموروث الثقافي المشترك، ذا الأبعاد المتعددة، سيحصن، إذا أحسن استعماله، العلاقات المغربية الموريتانية وسيدعمها »، معتبرا أن الشأن الثقافي يشكل « الدعامة الأساسية » لهذه العلاقات. وبعد أن قدم لمحة عن موسم طانطان، الذي قال إنه يعد من أكبر المهرجانات الوطنية، ولا يقل أهمية عن مهرجانات أخرى، بل ويوازيها، من قبيل مهرجانات (موازين) بالرباط، و(الموسيقى الروحية) بفاس، و(كناوة) بالصويرة، أبرز السيد شبار أن الموسم « هو تجسيد لأحد مظاهر الموروث المشترك الذي نتقاسمه مع موريتانيا ». وفي معرض رده على سؤال حول دور المركز الثقافي المغربي بنواكشوط في تعزيز التواصل الثقافي والمعرفي بين البلدين، ذكر السيد شبار بأن المركز الذي تم تدشينه سنة 1987، وأضحى إحدى المعالم البارزة بنواكشوط، يعد من المراكز الثقافية الأولى التي افتتحت بالعاصمة الموريتانية، وما فتئ يؤدي خدمات ثقافية جليلة، ف »الأنشطة به لا تتوقف، وتشارك فيها جميع فئات المثقفين والفنانين والمبدعين والباحثين والمفكرين، وذلك من أجل إعطاء دفعة نوعية وإحياء وإغناء الموروث المشترك، الذي يتعين السهر على أن يخدم المصالح المشتركة بين البلدين ». وبخصوص آفاق التعاون الثقافي، قال سفير المغرب بنواكشوط إن هذا التعاون شهد تحولا في مساره، حيث تم إعطاء دفعة نوعية للعلاقات الثقافية بين البلدين. من جهة أخرى، وفي ما يتعلق بالبعثات الطلابية الموريتانية إلى المغرب، قال السيد شبار إن موريتانيا تأتي في صدارة البلدان الافريقية والعربية التي يستفيد طلبتها من المنح، وذلك ب300 منحة سنويا، مقدرا عدد الطلبة الموريتانيين، بين ممنوحين وغير ممنوحين الذين يتابعون دراساتهم في الجامعات والمعاهد المغربية، بما لا يقل عن 700 طالب. وذكر، في هذا السياق، بأنه تم الإعلان، مؤخرا، عن تأسيس جمعية للخريجين الموريتانيين من المعاهد والجامعات المغربية.