للجمعة السابعة عشر على التوالي، خرجت حشود من المتظاهرين بالعاصمة الجزائرية منذ الصباح، وأخذت زخما كبيرا بعد صلاة الجمعة في العاصمة وأنحاء البلاد. وطغت على المظاهرات شعارات مرحبة بحبس رموز حقبة بوتفليقة، وذلك بعد ساعات من حبس رئيسي الوزراء السابقين أحمد أويحيى وسلفه عبد المالك سلال، ووزير التجارة السابق عمارة بن يونس. لكن بدا مرة أخرى إصرار واضح على مطلب التغيير الحقيقي لنظام الحكم، وليس التضحية ببعض رموزه فقط. وتجمع المتظاهرون منذ الصباح أمام ساحة البريد المركزي الرمزية وسط العاصمة حاملين رايات جزائرية ولافتات، من بينها "بنيتم السجون (المسؤولين) وأنتم من سيتم حبسه فيها"، في إشارة لعشرات السجون التي بنيت خلال عهد بوتفليقة في جل محافظات البلاد. وطالب متظاهرون بضرورة استدعاء الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة من طرف القضاء كونه المسؤول الأول عن الفساد في حقبته. ورددوا شعار: « مازال بوتفليقة ». وجدد المتظاهرون مطالبهم برحيل الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، وطالبوا برحيل رئيس الوزراء نورالدين بدوي وحكومته، وطالب متظاهرون بمحاسبة بدوي على ما وصفوه ب"استغلال منصبه كوزير للدّاخلية في عهد الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وإشرافه على تزوير جميع الانتخابات الرئاسية والتشريعية ". وكما حمل المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات رافضة لأي حوار تشرف عليه وجوه نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. وتشهد الجزائر تشهد منذ الثاني والعشرين من شباط/ فبراير احتجاجات كل يوم جمعة اسقطت الولاية الخامسة لبوتفليقة، ثم بوتفليقة ويستمر الحراك الشعبي المطالب بتغيير حقيقي، وليس تغييرا في إطار استمرارية نفس النظام، بالتضحية بعض وجوهه فقط. ومرة أخرى لوحظ انتشار مكثف للشرطة بساحة البريد المركزي التي اغلقت بطوق أمني مزدوج من عناصرها ومركباتها التي تم ركنها بعين المكان. كما انتشرت الشرطة بكثافة في أهم ساحات وشوارع العاصمة الجزائرية. وأقامت قوات الدرك الوطني حواجز امنية ونقاط مراقبة على مداخل العاصمة الشرقية والجنوبية الغربية ما تسبب في زحمة سير. بدورها فرضت الشرطة مراقبة مشددة على الطريق السريع الرابط بين المطار بمنطقة الدارالبيضاء شرقي العاصمة ووسط المدينة. وأوقفت سلطات مدينة الجزائر حركة المواصلات العامة لمترو الأنفاق وخدمة الترام وقطارات الضواحي والخطوط الطويلة نحو شرق وغرب البلاد. وتتهم السلطات الأمنية بعرقلة وصول المتظاهرين للعاصمة للمشاركة في مسيرتها، التي تحظى برمزية وبإعلام أكبر لخصوصيتها كعاصمة البلاد.(وكالات)