يبدو أن المصائب لا تأتي فرادى بالنسبة لليمين التقليدي الديغولي الفرنسي، خاصة حزب ‘‘ الجمهوريون'' الذي مُني مؤخراً بهزيمة موجعة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية أجبرت رئيسه لوران فوكييه على الاستقالة وضاعفت من الانقسامات التي يعيشها منذ هزيمته المدوية في الانتخابات الرئاسية قبل نحو عامين. ففي عريضة نشرتها أسبوعية ‘‘لوجرنال دو ديمانش''، دعا 72 رئيس بلدية فرنسية من اليمين ووسط اليمين، دعم الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك على بعد نحو تسعة أشهر من موعد الانتخابات البلدية في فرنسا. العمدُ الموقعون على هذه العريضة ينتمون إلى أحزاب: ‘‘ الجمهوريون'' و اتحاد الديمقراطيين والمستقلين (UDI) اليميني الوسطي والحزب الرديكالي و حزب Agir اليمني حديث النشأة. من بينهم: كريستوف بيشي ( عمدة مدينة آنجي) و أوليفيه كاري ( عمدة أورليان) و لويس فوجيل ( عمدة ملان) و أيضا لوك بوراد ( عمدة لاروش سور يون) وكذلك دافيد روبو ( عمدة فانه). وقال الموقعون على العريضة: ‘‘ نحن بين أولئك الذين يريدون النجاح الحتمي لفرنسا، ولهذا السبب نريد نجاح رئيس الجمهورية والحكومة ، لأنه لن يتم بناء أي شيء على فشلهم''. وأضاف الموقعون أن التحديات التي تواجه فرنسا لا تعرف حدودًا حزبية: التحدي البيئي والانتقال البيئي و تحدي التعليم والنقل والقيم الفرنسية . ومع أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعتبر نفسه وحركة ‘‘الجمهورية إلى الأمام''، حركة ‘' وسطية لا يمنية ولا يسارية'' إلا أن العديد من السياسيين والمراقبين يعتبرون أنه يتبنى سياسة يمينية بامتياز يقودها رئيس الحكومة إدوار فيليب القادم من حزب ‘‘الجمهوريون'' اليميني وأيضاً سياسة اقتصادية يقودها الوزيران برونو لومير و جيرار دارمانان القادمان من نفس الحزب. وفي مقابلة مع مجلة ‘‘لوبوان'' الفرنسية، قال إيمانيل مينيون، المستشارة السابق للرئيس اليميني الأسبق نيكولا ساركوزي، إن الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون قام منذ انتخابه في ماي 2017 بسلسلة من الإصلاحات تسير في الإتجاه الذي يريده ناخبو اليمين، معتبرةً أن ماكرون هو أفضل رئيس يميني حكم فرنسا منذ فترة''. كما مديرة ديوان ساركوزي سابقاً أن الرئيس ماكرون محاطٌ بوزراء ‘‘ اِخْتِصاصِيّين '' لكنهم لا يتمتعون بوزن سياسي كبير، و أيضا يدعمه منتخبون محليون من اليمين، والذين يمكن التساؤل إلى متى سيظلون ‘‘ماكرونيين'' (نسبة إلى الرئيس ماكرون) لأنه سبق لهم أن غادروا عائلتهم السياسية.