أطلق موظف ساخط النار على زملائه في العمل في مكاتب المدينة في فرجينيا بيتش، الواقعة بولاية فرجينيا الأمريكية، بعد ظهر الجمعة 31 ماي2019، وقتل 12 شخصاً وأصاب عدة أشخاص آخرين قبل أن تقتله الشرطة. وقال جيمس سيرفيرا، قائد شرطة فرجينيا بيتش، إن إطلاق النار العشوائي في تلك المدينة الساحلية بدأ مع دخول المسلح مبنى الأشغال والمرافق العامة في مركز بلدية المدينة، ثم أطلق النار «على الفور وبشكل عشوائي على كل الضحايا». وأضاف سيرفيرا فيما بعد، أن الجاني اشتبك في «معركة طويلة بالأسلحة النارية» مع قوات إنفاذ القانون، بعد تصدي الشرطة له داخل المبنى. وقال إن ضابط شرطة أصيب في إطلاق النار، ولكن سترته الواقية من الرصاص أنقذت حياته. وقال إن المهاجم كان مسلحاً بمسدس عيار 45، مزود بكاتم صوت، وأعاد تعبئته بالرصاص أثناء تجوله في المبنى، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز. وبحسب السلطات، فإن الشرطة أطلقت النار على المسلح في نهاية الأمر، ولفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى. وأضاف سيرفيرا أن المهاجم موظف في المرافق العامة منذ فترة طويلة، ووصفه بأنه «ساخط»، ولكنه امتنع عن الإدلاء بمعلومات أخرى عما قد يكون سبباً وراء هذا الهجوم. ويعتقد أن هذا أدمى هجوم وقع في مكان عمل في الولاياتالمتحدة، منذ فبراير، عندما قَتل عامل في مصنع خمسة من زملائه في أوروا، بولاية إلينوي، بعد فترة وجيزة من طرده من وظيفته. ويضمّ مبنى بلديّة فرجينيا بيتش -الواقعة على بعد نحو 320 كلم جنوب شرق العاصمة واشنطن، ويبلغ عدد سكانها 450 ألف شخص- مكاتبَ الأعمال الإداريّة والمرافق العامّة في المدينة الساحليّة، وقد يبلغ عدد الموظفين فيها في أي وقت 400 شخص. وقال رئيس بلدية المدينة بوبي داير للصحفيين: «هذا أكثر يوم مدمر في تاريخ فرجينيا بيتش». وتابع أنّ «الأشخاص المتضرِّرين هم أصدقاؤنا وزملاؤنا وجيراننا». وروَت الشاهدة ميغان بانتون لشبكة تلفزيونية محلية أنها وخلال الفوضى تمكنت مع نحو 20 من زملائها من الاختباء في أحد المكاتب، حيث وضعوا طاولة خلف الباب لمنع المهاجم من الدخول إليهم. وأضافت: «كنا نحاول تأمين السلامة للجميع بقدر المستطاع، وكنا على الهاتف مع خدمة الطوارئ، للتأكد من أنهم (الشرطة) قادمون. سمعنا طلقات، واستمرت الطلقات، وكانت الشرطة تقول انبطحوا». وقالت أيضاً إن المشهد كان «سورياليا» في المبنى الذي تعمل فيه، مضيفة أنها تريد العودة إلى منزلها وعناق طفلها البالغ 11 شهراً، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. وتم إبلاغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالحادثة، وقال البيت الأبيض إن الرئيس يتابع الوضع. ووفق مجموعة المراقبة «غان فايولنس اركايف» (أرشيف عنف السلاح) ومقرها واشنطن، فإن إطلاق النار الجماعي الذي وقع الجمعة هو الحادثة ال150 في الولاياتالمتحدة هذا العام. ويحدد إطلاق النار الجماعي، بكل حادثة فردية يتم فيها قتل أو إطلاق النار على أربعة أشخاص أو أكثر. وعلى الرغم من نطاق العنف المرتبط بحمل الأسلحة في الولاياتالمتحدة، تُعدّ قوانين حيازة الأسلحة متساهلة، في وقت تتعثَّر فيه محاولات معالجة المسألة في الإطار التشريعي على المستوى الفدرالي.