حتى لو لم تكن من المهتمين بعالم الموضة والأزياء، لابد وأنك قد سمعت عن الماركة الفرنسية الشهيرة «Chanel» التي أسستها عرابة الموضة في القرن العشرين «كوكو شانيل لكن، هل كنت تعلم أن تلك السيدة الطموحة التي أسست إحدى أهم إمبراطوريات الأزياء في عالمنا، انطلقت من دار للأيتام واتهمت بتقديم معلومات استخباراتية لصالح الألمان في الحرب العالمية الثانية؟ إليك القصة كاملة: من هي كوكو شانيل؟ اسمها الحقيقي جابرييل بونور شانيل، وهي مصممة أزياء فرنسية من مواليد 1883. استطاعت بفضل تصميماتها الراقية والفريدة أن تؤسس علامة تجارية خلدت اسمها إلى يومنا هذا على الرغم من مرور حوالي 48 عاماً على وفاتها. أدرجت بقائمة مجلة تايم الأمريكية كواحدة من أهم 100 شخصية عالمية، كما اعتبرت واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في القرن العشرين. انطلقت موهبتها من ملجأ الأيتام عاشت جابرييل شانيل طفولة قاسية، إذ توفيت والدتها بعد معاناة مع مرض السل وهي لا تزال في الثانية عشرة من عمرها. أما والدها فأرسل إخوتها الذكور إلى إحدى المزارع للعمل هناك، وأرسلها هي وأختيها إلى دار للأيتام وتوجه هو إلى الولاياتالمتحدة بحثاً عن المال. عاشت جابرييل حياة صعبة في ملجأ الأيتام إلا أنها كانت نقطة تحول غيرت حياة جابرييل إلى الأبد إذ أنها أتقنت فن الحياكة خلال 6 أعوام قضتها في الملجأ. أغنيتان شعبيتان أكسبتاها شهرتها تركت جابرييل دار الأيتام وانتقلت للعيش في دار داخلية مخصصة للفتيات الكاثوليك عندما بلغت الثامنة عشرة. وبالرغم من إتقانها للحياكة بشكل فريد إلا أنها لم تدرك موهبتها الحقيقية على الفور، فاتجهت إلى العمل كمغنية في بادئ الأمر. وفي هذه المرحلة اكتسبت غابرييل اسم الشهرة الذي تعرف به إلى اليوم «كوكو شانيل» وذلك بسبب أغنيتين شعبيتين اشتهرت بغنائهما هما Qui qu'a vu Coco و Ko Ko Ri Ko. البداية.. متجر صغير في باريس لم تحقق كوكو شانيل نجاحاً باهراً كمغنية، لكنها حصلت على فرصتها الذهبية عندما تعرفت على أحد الأثرياء الذي ساعدها في افتتاح متجر قبعات صغير في باريس انطلقت منه شانيل إلى العالمية. حيث استطاعت بتصميماتها المميزة أن تحقق شعبية واسعة ومبيعات مرتفعة في وقت قصير فقررت أن تضيف الملابس أيضاً إلى متجرها. وجاء نجاحها الأول في الملابس من فستان صممته من قميص شتوي قديم، فتصاميمها الفريدة جعلت من متجرها مركزاً للموضة في باريس. ففي حين كانت الموضة الدارجة آنذاك هي ارتداء الملابس المبهرجة غالية الثمن المثقلة بالإكسسوارات، ابتدعت شانيل تصاميم ثورية ما يميزها هو البساطة والأناقة بنفس الوقت. عطر كوكو شانيل توسعت أعمال كوكو شانيل بشكل رهيب لاحقاً، وأطلقت في العام 1920 عطرها الخاص الذي حمل اسمها Chanel No. 5، وكان العطر مدعوماً من قبل Pierre& Paul Wertheimer. بذلك تعد شانيل أول مصممة أزياء تطلق عطراً خاصاً بها، والذي لا يزال إلى اليوم من أشهر العطور وأكثرها رواجاً. لم تكتف شانيل بالملابس والعطور بل افتتحت أيضاً مشغلاً خاصاً بالمجوهرات في العام 1932 لتتربع على عرش الموضة بلا منازع. هل كانت عميلة للألمان؟ بينما كانت تجارة كوكو شانيل في أوجها حلت أزمة الركود الاقتصادي التي عانت منها باريس إبان الحرب العالمية الثانية. وكان لذلك أثر سلبي على أعمال شانيل التي توقفت في هذه الفترة. وخلال فترة الاحتلال الألماني لفرنسا ارتبطت شانيل مع ضابط عسكري ألماني مما جعلها موقع اتهام بعد انتهاء الحرب. فقد تم استجواب كوكو شانيل حول علاقتها مع الضابط الألماني، واتهمت بأنها تعاونت مع الألمان في أنشطة استخباراتية. بكل الأحوال لم يتم إثبات أي من ذلك وبالتالي لم تتم إدانة شانيل بتهمة الخيانة. عادت بقوة في سن ال70 بعد الاتهامات التي أحاطت بشانيل في باريس، انتقلت إلى سويسرا لتنعم ببعض من الراحة. فعاشت هناك بضع سنوات منعزلة في بيت ريفي متواضع، لتقرر بعدها العودة إلى عالم الموضة في سن ال70. وبالرغم من الانتقادات التي وجهت لأزيائها في تلك الحقبة من قبل النقاد إلا أنها عادت لتحقق مبيعات خيالية وتكتسح سوق الأزياء العالمي بقوة مرة أخرى. شانيل والحب بالرغم من نجاح كوكو شانيل المبهر في عالم الأزياء، إلا أنها لم تنجح في علاقاتها العاطفية. وبالرغم من أن علاقاتها باءت بالفشل، إلا أن شانيل كانت محبة للحياة وتؤمن بقدرات الحب العظيمة فهي القائلة » الشيخوخة لا تحمي من الحب ولكن الحب يحمي من الشيخوخة». وقد عزت شانيل علاقاتها الفاشلة إلى عدم عقلانيتها وانحيازها لمشاعرها بدون تفكير فمن أقوالها أيضاً «معظم النساء يخترن قميص نومهن بعقلانية أكبر من اختيارهن لأزواجهن» و»نحتاج نحن معشر النساء إلى الجمال لكي يحبنا الرجال، ونحتاج إلى الغباء لكي نحبهم».