« قطاع الصحة يعيش حالة السكتة القلبية » هكذا وصف الكاتب العام للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام المنتظر العلوي، واقع قطاع الصحة بالمغرب، الذي يشرف عليه الوزير أنس الدكالي، بعدما تقاطرت الاستقالات على مكتب الدكالي بحيث وصلت إلى أكثر من ألف في ظرف وجيز. وأوضح العلوي في تصريح ل »فبراير » أن أسباب تقاطر الاستقالات في هذه الأيام، يرجع بالأساس إلى استيفاء كل أنواع الاحتجاجات، من اضربات ومسيرات، وأسابيع الغضب وارتداء البدل السوداء، عوض البيضاء، لكن لاحياة لمن تنادي، بحيث لم يتم الإستجابة لملفنا المطلبي. » وأوضح العلوي أن المسؤولين في « القطاع غير قادرين على تدبير الأزمة وحل المشكل الذي يتخبط فيه القطاع، مشيرا إلى وجود نقص كبير في الموارد البشرية، وذلك بتزامن مع ارتفاع طلب العلاج بالقطاع العام الذي وصل إلى 80 بالمئة، وبتالي نجد أنفسنا أمام ضغط العمل مما يجعل الطبيب في مواجهة المواطن، وبتالي تكثر الإعتداءات وتفشي العشوائية في القطاع. » وأضاف المتحدث ذاته أن « الوضع الصحي للمنظومة الصحية العمومية، يتجه نحو الوفاة، إذ يعيش اختلالات عميقة، مع توالي السياسات الحكومية المتعاقبة، كل واحدة تأتي بوصفة جديدة، ولم يتم وضع لحدود الان برنامج سياسي بعيد المدى لحل كل المعضلات، وبتالي يبقى الطبيب الحلقة الأضعف إذ لا زالت تتجاهل مطالبه مؤكدا بأنه « يجد نفسه اليوم مجبرا لاختيار الإستقالة كحل أخير. » الاستقالات التي قدمها أطباء منضوون تحت لواء النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، أشار العلوي إلى تقديم 122 طبيبا وطبيبة بجهة بني ملالخنيفرة استقالاتهم، و125 بجهة فاسمكناس، و63 بالجهة الشرقية تنضاف إلى لائحة ب50 طبيبا بنفس الجهة كانوا قد قدموا استقالاتهم في وقت سابق. وخلال الأسبوع الماضي، قدم أزيد من 305 أطباء بالمستشفيات والمراكز الصحية لمدن الشمال، استقالة جماعية من العمل، فيما كان أزيد من 300 طبيبا بجهة الدارالبيضاءسطات، قد أعلنوا عن تقديم استقالة جماعية من العمل بالقطاع العام إلى المديرية الجهوية لوزارة الصحة خلال 2018، وهي نفس الخطوة التي أقدم عليها 30 طبيبا بورزازات، ليصل عدد المستقيلين إلى حد الآن 995 طبيبا وهي قابلة للإرتفاع في قادم الأيام. يأتي ذلك بعدما أعلنت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، عن خوض إضراب وطني عام لأربعة أيام بكل المستشفيات والمراكز الصحية بالمملكة، والخروج إلى الشارع في مسيرة وطنية بالرباط يوم 29 أبريل الجاري، داعية أطباء القطاع العام إلى المشاركة المكثفة في المسيرة وارتداء البدل السوداء. وحددت النقابة موعد الإضراب الوطني أيام 29 و30 أبريل الجاري، و2 و3 ماي المقبل، باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، مع مقاطعة "الحملات الجراحية العشوائية التي لا تحترم المعايير الطبية وشروط السلامة للمريض المتعارف عليها »، داعية الأطباء إلى الانخراط في "الحداد الدائم لطبيب القطاع العام" بارتداء البدلة السوداء بداية من فاتح أبريل.