المكان: القناة الأمازيغية وتحديدا برنامج شؤون أمازيغية الياس العماري الذي كان سيكون ضيفا على برنامج حوار الذي ينشطه مصطفى العلوي قبل أن تلغى استضافته في آخر لحظة، يحاوره هذه المرة الأستاذ والناشط الأمازيغي أحمد عصيد. ينتقل من كارل ماركس إلى عبد الرحمان منيف إلى نتشه، ليشرح رؤيته للسياسة ودفاعه المستميث عن القضية الأمازيغية وعلاقته بالقصر وتصوره للديمقراطية وللقيم والانتماء إلى الحزب والدين... تحدث عن الاعتراف بالأمازيغية وعن الصعوبات التي مرت منها وعن الشرعية الملكية وارتباطها بالأمازيغية، ولم يخل البرنامج من طروحات لابد وأن تثير جدلا ونقاشا واسعين عن شخصية الناشط الأمازيغي إلياس العماري الذي سبق وأن رفعت صوره في المسيرات التي نظمت في بداية الحراك السياسي، وهي الصور التي سبق وأن ربط العماري أحد حكماء الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري سابقا بوقوف بين رفعها وبين خصومه السياسيين في حزب العدالة والتنمية متهما اياهم بالوقوف وراءها..
انتقلنا، يضيف الناشط السياسي وأحد قيادي حزب الأصالة والمعاصرة، من وضع المستحيل إلى وضع الممكن.. ففي الحياة السياسية هناك ثلاثة مستويات: الكائن والممكن والمستحيل ..نحن كنا نعيش المصادرة الكاملة للحق في الوجود، فلتقول انا امازيغي لابد ان تهمس بها في الاذن والا تعرضت للمساءلة والمحاسبة " وفي نفس السياق تذكر بعض المحطات التي مهدت لميلاد المعهد الملكي للامازيغية وللاعتراف بها، والتي مرت من محطات لم تخلو من تعنيف ومطاردات وحوادث سير منها حادث بوزنيقة الذي تعرض له بما يكفي من التفاصيل في الحلقة، وقال بالحرف: "عشنا في مغرب محمد السادس، في مغرب المفهوم الجديد للسلطة سجلنا اول هجوم قمعي مادي، ولا أقصد القمع الإديولوجي بل القمع المادي.. المناضلات والمناضلين هربوا للجبل.. جاب الله الامازيع كيعرفوا يهربوا وكيعرفوا يصمدوا.." تحدث عن انفتاح المؤسسة الملكية على الأمازيغية، وأكد أن الاعتراف بالامازيغية جاء في سياق مجموعة من المفاهيم التي تبناها النظام بدءا بالمفهوم الجديد للسلطة وصولا إلى المصالحة ثم حقوق المرأة.. وبالتالي الاعتراف بالامازيغية كثابت من ثوابت الأمة المغربية لتكون قاعدة للموجة الحداثة ، كما جاء في الحوار الذي ننشره كاملا بالصوت والصورة. وقف طويلا عند الريف المنسي والمعاقب سياسيا لأنه قال لا، وعلق: يصاب الريفيون بالاحباط والحقد لأنهم ينتمون إلى جزء من وطن منسي، جزء من وطن ارادوا له أن يعيش على هامش الوطن لأسباب معروفة.. ليس السجن والتعذيب هو عنوان الوحشية.. الوحشية حينما يشعرونك انك لا تنتمي للوطن وغير موجود.. ولأن الاستاذ عصيد ساله عن الصدمة وعن سبل الخروج منها فقد أكد العماري أن:" الصدمة تعالج بالصدمة..وارجو أن تستمر عملية اعادة الاعتبار للريف.." تحدث ايضا عن استعمال الغازات السامة في الريف من طرف اسبانيا، وقال بهذا الصدد:" أنا ذبابة صغيرة ساهمت في ملف الكشف عن الغازات السامة في الريف من طرف اسبانيا..." وحينما أثيرت شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي قال أن دفنه في المغرب شأن عائلي، أما عنه وعن فكره فقال بالحرف:" إنهم يخافون من الجزء الثاني من محمد عبد الكريم الخطابي، فلا يخشون الجزء الأول من شخصية الخطابي الذي يفكر بهدوء ولكن الجزء الثاني الذي يجعله يضرب بقوة يهابونه حتى بعد مرور سنوات طوال على رحيله.. الحوار شيق، لأن الناشط الريفي المثير للجدل يعود إلى حكايات بعينها يتذكر حينما "تقطع بيه الحبل" في إحدى الدواوير في جبال الريف مع شخص وهم يجمعون التوقيعات ركظا وراء الاعتراف بالأمازيغية، يتحدث عن حديثه مع المفكر عابد الجابري الذي قال له يوما:"واتعيا متكتب السي الجابري بالعربية ولكنك تفكر بالأمازيغية.." هذه وطرائف يرويها الناشط العماري بطريقته المعهودة ومن المؤكد أن الكثير من تصريحاته ستثير الكثير من الجدل..