طالب متظاهرون الجمعة في الجزائر للأسبوع السادس على التوالي بتنحي كل « النظام » الحاكم بعد أيام على طلب رئيس أركان الجيش إعلان عجز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن أداء مهامه، كما أفاد مراسلون من فرانس برس. وكان من الصعب تحديد عدد المتظاهرين في غياب أرقام رسمية، إلا أن الظاهر يؤكد وجود تعبئة كبيرة بعيد انطلاق التظاهرة بعد الظهر ما يوحي بأن اقتراح رئيس الاركان الفريق أحمد قايد صالح لم يساهم في تهدئة الشارع. وردد المتظاهرون « بوتفليقة سترحل وليرحل قايد صالح معك » و »ليرحل حزب جبهة التحرير الوطني » الحاكم. وغالبا ما يردد المحتجون ككل يوم جمعة أغنية « الحرية » لمغني الراب الجزائري سولكينغ أو النشيد الوطني. ودعا رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح الثلاثاء إلى تفعيل إجراء دستوري لتنحية بوتفليقة من الس لطة يؤدي الى إعلان عجزه عن ممارسة مهامه، بسبب المرض الذي يقعده منذ 2013، علما أنه موجود في السلطة منذ عشرين عاما. وبعد رئيس الأركان الذي يمارس مهامه منذ 15 عاما وكان يعد من أكثر المخلصين لبوتفليقة، جاء دور حزب التجم ع الوطني الديموقراطي، أحد ركائز التحالف الرئاسي الحاكم، للتخل ي عن الرئيس، إذ طلب أمينه العام أحمد أويحيى رئيس الوزراء الم قال قبل أسبوعين، باستقالة الرئيس. واعلن الأمين العام للات حاد العام للعم ال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، أحد أكثر الشخصيات وفاء للرئيس، أن ه يدعم اقتراح الجيش بتنحيته. وأعلن رئيس منتدى رجال الأعمال في الجزائر علي حداد المعروف أيضا بقربه من بوتفليقة، استقالته مساء الخميس من منصبه. وأكد المتظاهرون الذين التقتهم فرانس برس صباحا على أن مطلبهم هو رحيل النظام بأكمله وليس الرئيس وحده. ورفضت جهات عد ة بارزة في الحراك الشعبي، مثل المحامي مصطفى بوشاشي، والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، تفعيل المادة 102 من الدستور كما اقترح رئيس الأركان. وأوضحت رابطة حقوق الانسان أن المهل قصيرة جدا لضمان تنظيم انتخابات رئاسي ة حر ة ونزيهة خلال الفترة الانتقالية في حال تنحي بو تفليقة، مند دة ب »حيلة أخرى » من السلطة « للابقاء على النظام الذي رفضه الشعب ». وفي ساحة البريد، ارتفعت الجمعة لافتات تحمل شعارات جديدة ساخرة، بينها « 102، هذا الرقم ليس في الخدمة يرجى الاتصال بالشعب »، و »نطالب تطبيق المادة 2019 تتمحوا قاع (اذهبوا كلكم باللغة الجزائرية المحكية) ».