تواصلت الاحتجاجات في الجزائر الإثنين غداة ترشح عبد العزيز بوتفليقة رسمي ا لولاية رئاسية خامسة، وذلك على الر غم من التعه دات التي قطعها الرئيس الثمانيني في رسالة ترش حه والتي اعتبرها مؤي دوه « استجابة صادقة ومخلصة » لنداءات المتظاهرين، بينما رأى فيها معارضوه « مناورة » هدفها « الالتفاف » على حركة الاحتجاج غير المسبوقة. وعلى وقع التظاهرات ومسيرات الاحتجاج الطالبية التي شهدتها أنحاء عد ة من البلاد، رحب معسكر بوتفليقة بالوعود التي قطعها الأخير في رسالة ترشحه بعيد تقديم مدير حملته الانتخابية ملف ترشحه إلى المجلس الدستوري. وبالنسبة إلى المعسكر الرئاسي فإن « التعهدات » التي قطعها المرشح بوتفليقة، أي عدم إكمال ولايته الخامسة والانسحاب من الحكم واعتماد « إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية » وإقرار دستور جديد، تستجيب لمطالب المحتج ين. وقال حزب « جبهة التحرير الوطني » الحاكم إن رسالة بوتفليقة تمث ل « استجابة صادقة ومخلصة لنداء الشباب الجزائري (…) من حيث تعزيز منظومة الإصلاحات وتقوية أركان دولة الحق والقانون وتكريس الإرادة الشعبية الحر ة والسيدة في كنف الأمن والهدوء والشفافية ». وأعرب الحزب عن أمله بأن « يتجاوب الجزائريون مع التزامات الرئيس بوتفليقة من أجل أن يكون تاريخ 18 أبريل المقبل شهادة ميلاد جمهورية جزائرية جديدة ». بدوره اعتبر الحليف الأساسي لبوتفليقة، حزب « التجم ع الوطني الديموقراطي » بزعامة رئيس الوزراء أحمد أويحيى، أن رسالة الرئيس تحمل « أجوبة شافية لمطالب المواطنين المنادين بالتغيير ». بالمقابل قال حزب الحرية والعدالة في بيان إن الرسالة « جاءت متأخرة وتعب ر عن إرادة واضحة للالتفاف على المطالب الشعبية ». واعتبر الحزب أن الحل يقوم على « سحب ترش ح رئيس الجمهورية، تشكيل حكومة وحدة وطنية لتسيير مرحلة انتقالية يت فق على مدتها بين السلطة الفعلية والأحزاب السياسية الجادة وتكون مهمتها تنظيم انتخابات رئاسية حرة، ديموقراطية ونزيهة ». ولكن خلافا لتمن يات حزب رئيس الوزراء فإن رسالة بوتفليقة لم تساهم « في بسط السكينة »، إذ سج لت مسيرات احتجاجية الإثنين في مدن عديدة، ولا سي ما في قسنطينة، ثالث أكبر مدن البلاد، حيث شارك أكثر من ألف شخص في مسيرة احتجاج، بحسب ما أفاد صحافي محل ي وكالة فرانس برس. وجرت تظاهرات طالبية أيضا في كل من البليدة وقالمة (شمال)، وفي سطيف (300 كلم جنوب شرق العاصمة) وتلمسان (شمال غرب)، وفقا لوسائل إعلام محلي ة. وفي وسط العاصمة الجزائر طو قت الشرطة بسرعة حوالي 60 تلميذا إثر تجم عهم بالقرب من مدرستهم الثانوية قبل أن يتفر قوا بسلام. ويبدو أن مسلسل الاحتجاجات سيتوالى فصولا ، إذ قر رت نقابة المحامين في قسنطينة تنفيذ إضراب مفتوح ابتداء من الإثنين في حين هجر طلاب إحدى جامعات العاصمة حرمهم الجامعي حيث توق فت الدروس. وأكد طلاب لفرانس برس أنه يتم البحث في الدعوة إلى تظاهرات الثلاثاء وإلى إضراب في العديد من الجامعات.