تظاهرت المعارضة الفنزويلية بقيادة خوان غوايدو الاربعاء في محاولة لدفع الجيش الى الانقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو الذي سبق ان دعا القوات المسلحة التي يعول عليها الى توحيد صفوفها. وقال رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو خلال تجمع في الجامعة المركزية في كراكاس « لا تطلقوا النار على شعب يناضل من اجل عائلته. انه امر، ايها الجندي الوطني، يكفي ». واضاف محاطا بجمع من الصحافيين والناشطين « لدينا غالبية قوية تستطيع تغيير البلاد ». وهتف مناصروه « جاء غوايدو وعاد الامل » رافعين لافتات كتب عليها « ايتها القوات المسلحة استعيدي كرامتك » و »اريد ان يرحل مادورو » و »غوايدو رئيس » و »كفى ديكتاتورية ». وقبيل هذه التعبئة، تلقى غوايدو جرعة دعم اضافية عبر اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وقال البيت الابيض ان الرجلين « توافقا على البقاء على تواصل دائم بهدف دعم استعادة فنزويلا للاستقرار ». وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حض الاربعاء الجيش الى التوحد في مواجهة دعوات الولاياتالمتحدة وغوايدو الى العصيان. وقال امام 2500 جندي في اكبر مجمع عسكري في العاصمة « ادعو القوات المسلحة (…) الى تجديد مهم، الى ثورة عسكرية كبيرة في المعنويات ». وقال غوايدو خلال تظاهرة المعارضة « نعمل لوصول المساعدة الانسانية في اقرب وقت، سيتم تشكيل تحالف دولي للتعامل مع الوضع الملح ». ويطالب غوايدو بتشكيل حكومة انتقالية ثم بانتخابات عامة حرة، مدعوما من الولاياتالمتحدة وقسم كبير من اوروبا واميركا اللاتينية. وفي مواجهة الضغوط الدولية المتنامية، قال الرئيس الاشتراكي في مقابلة مع وكالة « ريا نوفوستي » الروسية الرسمية للأنباء، « سيكون جيدا إجراء انتخابات تشريعية في مرحلة مبكرة، سيكون ذلك شكلا جيدا من النقاش السياسي، حلا جيدا من خلال التصويت الشعبي ». إلا أنه ذك ر بأن « الانتخابات الرئاسية أجريت قبل أقل من عام، قبل عشرة أشهر. إن أراد الإمبرياليون انتخابات (رئاسية) جديدة، فلينتظروا العام 2025 ». وفي مقابلة مع صحيفة « بيلد » الألمانية الأربعاء، طلب غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة للبلاد، من الاتحاد الأوروبي فرض « مزيد من العقوبات » ضد النظام القائم. وقال غوايدو « نحن في دكتاتورية ويجب ممارسة ضغوط »، مضيفا « نحتاج إلى مزيد من العقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي، إلى قرار شبيه بقرار الولاياتالمتحدة ». وأعلن الاتحاد الأوروبي السبت الفائت أنه « سيتخذ إجراءات » إذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات « في الأيام المقبلة »، بما في ذلك « الاعتراف بقيادة البلاد ». وأمهلت ست دول أوروبية (إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا) مادورو حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات عامة، وإلا فانها ستعترف بغوايدو رئيسا . واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الاربعاء ان اجراء انتخابات تشريعية مبكرة لا يشكل استجابة للطلب الاوروبي، وقال « سنجتمع غدا في بوخارست، جميع وزراء خارجية (الاتحاد الاوروبي) لتحديد الموقف الواجب اتخاذه من عدم استجابة الرئيس مادورو ». ومن المتوقع ان تعترف المفوضية الاوروبية الخميس بغوايدو رئيسا بالوكالة. وتزداد مخاطر الاضطرابات المدنية في هذا البلد الذي يعد 32 مليون نسمة وي عتبر من الأعنف في العالم. وتشهد فنزويلا الغارقة في أزمة اقتصادية خانقة، انقساما حادا بين التشافيين والمعارضين. وأسفرت تسعة أيام من التظاهرات عن حوالى أربعين قتيلا وأكثر من 850 موقوفا ، بحسب الأممالمتحدة. ويتوقع ان تشهد البلاد مزيدا من التظاهرات السبت، سواء في معسكر المعارضة او الحكومة. وقال المسؤول الثاني في التيار التشافي ديوسدادو كابيلو « سندافع عن الوطن، ونستعد لمعارك جديدة وانتصارات جديدة ». ويتلقى مادورو دعم موسكو وبكين. وذكر الاربعاء بان فنزويلا تتلقى « كل شهر » سلاحا روسيا « هو الاحدث في العالم ». في غضون ذلك، اعلنت الحكومة التشيلية ونقابة الصحافيين الفنزويليين انه تم طرد صحافيين تشيليين كانا اعتقلا مساء الثلاثاء قرب القصر الرئاسي في كراكاس. وقالت النقابة الوطنية للعاملين في الصحافة إن رودريغو بيريز وغونزالو باراهونا سيغادران فنزويلا في الساعة 19,20 (23,20 ت غ) في رحلة ستتوقف في بنما. واكد وزير الخارجية التشيلي روبرتو امبويرو طرد الصحافيين بعد « 14 ساعة من الاحتجاز غير المبرر ». كذلك، أوقفت السلطات الفنزويلية صحافيين فرنسيين من برنامج « كوتيديان » الثلاثاء قرب القصر الرئاسي في كراكاس، بحسب مصادر دبلوماسية. وتم توقيفهما فيما كانا يغطيان تجمعا مؤيدا للرئيس مادورو، وفق نقابة العاملين في الصحافة.