أصدرت محكمة في أبوظبي الاربعاء حكما بالسجن المؤبد بحق الطالب البريطاني ماثيو هيدجز بتهمة التجسس كما أفادت عائلته فيما حذرت لندن من أن الحكم قد يخلف تداعيات على العلاقات الثنائية بين البلدين. وقالت متحدثة باسم عائلة الطالب هيدجيز (31 عاما) مفضلة عدم الكشف عن اسمها لوكالة فرانس برس إنه حكم على هيدجيز الذي كان أوقف في مايو في مطار دبي، بالسجن المؤبد. وأوضحت أن جلسة المحاكمة استغرقت أقل من خمس دقائق، وأن محاميه لم يكن حاضرا. وقالت « يمكننا أن نؤكد أنه حكم عليه بالسجن المؤبد ». وكان هيدجيز أوقف في الخامس من مايو في مطار دبي، وهو طالب دكتوراه كان يجري بحثا عن سياسات الامارات الخارجية والأمن الداخلي بعد الاحتجاجات في العالم العربي. وتم الإفراج عنه بشروط وبشكل مؤقت في 29 اكتوبر دون السماح له بالسفر، حتى موعد جلسة محاكمته الاربعاء. وقالت وسائل اعلام اماراتية إنه يحق للمتهم الطعن بالحكم خلال 30 يوما. وأكدت الإمارات الشهر الماضي أن البريطاني يحاكم في أبوظبي بتهمة « التخابر لمصلحة دولة أجنبية مما من شأنه الإضرار بمركز الدولة العسكري والسياسي والاقتصادي ». وبحسب النائب العام حمد سيف الشامسي، فإن هيدجيز قدم إلى الإمارات « تحت غطاء باحث أكاديمي، وثبت من التحقيقات تطابق اعترافاته مع المعلومات التي أسفر عنها فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة به ». وقالت زوجته دانييلا تيخادا التي حضرت الجلسة الأربعاء إن المحكمة ألزمت زوجها بوضع سوار الكتروني وعدم مغادرة دبي. وقالت في بيان « أنا في حالة صدمة تامة ولا أعرف ما أفعله. ماثيو بريء » مضيفا أن قضيته « أديرت بشكل خاطئ جدا من البداية، دون أن يتولى أحد القضية بشكل جاد ». وحضت تيخادا الحكومة البريطانية على التحرك قائلة إنها « خائفة جدا عليه » مضيفة « كابوسنا يتفاقم ». وكانت تيخادا التي زارته مرة واحدة وتحدثت اليه هاتفيا عدة مرات، قد ذكرت في السابق إن زوجها يستقي معلوماته فقط من المصادر المعروفة وأكدت أنه « لم يكشف اي شيء سري » موضحة أنه عاش في الامارات « عدة سنوات » قبل أن يعود الى بريطانيا عام 2015. وفي لندن عبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن « خيبة وقلق عميقين » مؤكدة أمام البرلمان « سنستمر في متابعة هذه القضية على أعلى المستويات مع الإماراتيين ». وحذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت من التداعيات التي يمكن أن يخلفها الحكم بالسجن المؤبد على الطالب البريطاني، على العلاقات الثنائية بين الاماراتوبريطانيا. وقال الوزير « أشعر بصدمة عميقة وخيبة أمل » مضيفا أن « حكم اليوم ليس ما كنا نتوقعه من صديق وشريك موثوق لبريطانيا ويتناقض مع التطمينات السابقة » التي تلقتها لندن. وحذر هانت من أن طريقة تعاطي الإمارات مع هذه القضية « سيكون لها تداعيات على العلاقة بين بلدينا، والتي يجب أن تكون مبنية على الثقة ». وأضاف « أشعر بالأسف لأننا وصلنا إلى هذا الوضع وأدعو الإمارات إلى إعادة النظر » في الحكم. وأكد الوزير أنه ناقش هذه القضية شخصيا مع مسؤولين من أعلى المستويات في الحكومة الإماراتية، بما في ذلك خلال زيارة أجراها إلى أبوظبي في 12 نوفمبر. وقالت جامعة دورهام في شمال انكلترا حيث كان هيدجيز طالب دكتوراه إنها تلقت « ببالغ الحزن » أنباء الحكم عليه. وقال ستيورات كوربريدج المسؤول في الجامعة، إن الحكم صدر في ظروف « بعيدة الشبه عن العملية القانونية أو المحاكمة العادلة ». وأضاف كوربريدج في بيان « لم ت قدم أي معلومات حول الاسس التي ارتكز عليها الحكم على مات، ولا أي سبب يدعو للاعتقاد بأن مات كان يقوم بغير البحث الأكاديمي المشروع ». وكانت الإمارات أكدت الشهر الماضي أن هيدجز يلقى معاملة « تتماشى تماما » مع المعايير الدولية مشيرة إلى أنه يلقى رعاية طبية ونفسية مستمرة. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان في 24 اكتوبر إنه « كانت لديه تسهيلات للاتصال بأسرته وموظفي السفارة والقنصلية ومستشاره القانوني عن طريق الهاتف وتم تزويده بالكتب ومواد القراءة التي يختارها ويتمتع محامي هيدجز وأسرته المباشرة بالقدرة على التواصل معه بما يتماشى مع بروتوكولات المحاكمة ».