روجت السلطات السعودية لخمس روايات متناقضة حول مصير الصحفي جمال خاشقجي، مدعية في البداية أنه خرج من قنصليتها بإسطنبول، قبل أن تعترف بمقتله هناك وفيما يلي تلك الروايات كما لخصتها مجلة لونوفل أوبسرفاتور الفرنسية: أولا: خاشقجي « غادر » القنصلية بعد مقتله بيومين، أي في الرابع من أكتوبر الحالي، قالت الرياض إن خاشقجي يعد مختفيا منذ غادر قنصليتها في الثاني من نفس الشهر. وقال بيان صادر عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن القنصلية السعودية « تقوم بإجراءات المتابعة والتنسيق مع السلطات المحلية التركية الشقيقة لكشف ملابسات اختفاء المواطن جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية ». وفي مقابلة أجرتها بلومبرغ يوم 5 أكتوبر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال هذا الأخير إن جمال خاشقجي « دخل » القنصلية بالفعل لكنه خرج بعد ذلك بقليل. ثانيا: « أكاذيب لا أساس لها » وبعد صمت طويل، أعلن وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) يوم 13 أكتوبر أن « ما تمّ تداوله بوجود أوامر بقتله (خاشقجي) هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة ». وأعرب الوزير السعودي عن « شجب المملكة واستنكارها لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة وتهجّم على المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي ». ثالثا: شجار واشتباك بالأيدي أدى لمقتل خاشقجي وفي 20 أكتوبر اعترفت السعودية أخيرا بأن الصحفي المذكور قد قتل داخل قنصليتها، وقال النائب العام السعودي إن « المناقشات التي تمت بين خاشقجي والأشخاص الذين قابلوه أثناء وجوده في قنصلية المملكة فيإسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مع المواطن جمال خاشقجي، مما أدى إلى وفاته « . رابعا: خاشقجي قتل خنقا وفي الرواية الرابعة، أكد مدير مؤسسة فكرية مؤيدة للسعودية وقريبة من البلاط السعودي أن « الصحفي خاشقجي قتل خنقا داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، عندما حاول المغادرة عنوة وبدأ يصرخ طالبا النجدة » خامسا: « خطأ فادح » وفي 21 أكتوبر أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن خاشقجي كان ضحية « جريمة قتل »، مؤكدا أن أحدا لم يعطهم أوامر بفعل ذلك وأن بن سلمان لم يكن على علم بما حدث وأن المسؤولين عن ذلك سوف يحاسبون. المصدر : الصحافة الفرنسية