قال وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي، اليوم الأربعاء بالرباط، إن الوزارة تعمل على إعادة هيكلة الحقل الرياضي الوطني حتى يستجيب لجميع التطلعات. وأوضح العلمي، خلال ندوة صحفية حول « التكوين في مجال الرياضة » أن الوزارة تسعى من خلال التكوين إلى توجيه الممارسة الرياضية وإعادة تأهيلها، علاوة على وضع منظومة شفافة لهذه الممارسة كفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة، مبرزا أن الوزارة قامت بعملية تقييم للاستراتيجية الوطنية في المجال الرياضي قصد التوقف عند مكامن القوة وعوامل الخلل بغية تجاوزها. وأكد وزير الشباب والرياضة أن استراتيجية الوزارة لضمان إقلاع الرياضة الوطنية، تنطلق من مضامين الرسالة الملكية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة التي نظمت في 2008، والتي اشتملت على عدة محاور همت بالأساس الحكامة في تسيير الجامعات والأندية، وملاءمة الإطار القانوني مع التطورات التي يعرفها هذا القطاع، وكذا مسألة التكوين والتأطير، والتمويل، علاوة على توفير البنيات التحتية. ولتحقيق هذه الغاية، أكد العلمي على الأهمية التي يكتسيها إحصاء وتثمين التراث الرياضي الوطني المتنوع، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي أضحت فيه الرياضة صناعة تنبني على استراتيجيات محكمة، بات من الضروري تعزيز الحكامة الجيدة والشفافية والمراقبة في تدبير الشأن الرياضي حتى يتم التأسيس لثقافة حقيقية في هذا المجال. كما أن وزارة الشباب والرياضة قامت بالتوقيع على اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في شأن « إحداث مسالك دراسية مندمجة رياضة ودراسة – بمراكز التكوين الرياضي المعتمدة من طرف وزارة الشباب والرياضة »، وذلك بهدف تمكين الرياضيين الصغار من تكوين رياضي ومعرفي ثقافي، يحقق الجمع بين تطوير مهاراتهم الرياضية وبين تمكينهم من اكتساب المعارف اللغوية والعلمية والثقافية الضرورية. وقال وزير الشباب والرياضة في هذا الإطار، إنه يتم الإعداد لمشروع إحداث شهادة « باكالوريا رياضي » تهدف إلى تكوين رياضيين من مستوى عال على المستوى الثقافي والفكري والرياضي وتفيعل الإطار العملياتي المتعلق بإحداث مراكز رياضية. وسيكون الولوج إلى هذه الشعبة متاحا، حسب الوزير، ابتداء من السنة أولى إعدادي إلى غاية مستوى الباكالوريا، مضيفا أن الحصول على شهادة الباكالوريا الرياضية يخول الولوج إلى المؤسسات الجامعية بمختلف تخصصاتها، كما أن التلاميذ الذي أبانوا عن تميز في الممارسة الرياضية سيلتحقون بالمعهد الملكي مولاي رشيد لاستكمال تكوينهم. من ناحية أخرى، شدد الوزير على ضرورة توفير مناخ رياضي سليم لممارسة الجمعيات الرياضية، والتي يصل عددها على المستوى الوطني إلى 361 جمعية تمارس تكوينا رياضيا، مؤكدا على أنه يتعين على الجمعيات التي تمارس نشاطها خارج القانون أن تصحح وضعيتها قبل اتخاذ الإجراءات القانونية في حقها.