توقف حكيم بن شماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عند الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد، والذي يستدعي من مناضلات ومناضلي « البام » إعادة تملك واستيعاب منطلقات تأسيس تجربة الأصالة والمعاصرة ومعاودة الاشتغال على ورش إعادة قراءة الوثائق المرجعية والاتفاق على قاموس سياسي منسجم. وأكد الأمين العام ل »البام »، في كلمة له خلال تتمة أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني ، التي عقدت صباح اليوم السبت 14 يوليوز، بقصر المؤتمرات الرباط، أبي رقراق (الولجة-سلا)، وفق ما أورد الموقع الرسمي للحزب، أن أغلب مؤسسات الحزب توقفت بعد الانتخابات الماضية وتعرف نوعا من الجمود، باستثناء المنتخبين، ونفس الشيء ينطبق على كل الأحزاب التي بدورها تعاني مجموعة من الأعطاب، مشددا في نفس الوقت على ضرورة معالجة الحزب لكل أعطابه ويحول الفرص التي أمامه إلى قوة عن طريق توزيع الأدوار. ولتحقيق ذلك، قدم « قائد البام » لأعضاء وعضوات برلمان حزب الأصالة والمعاصرة، مجموعة من الأولويات التي يجب الاشتغال عليها خلال الثلاث سنوات القادمة، وأولها التصدي للتحديات التي تنتصب أمامنا جميعا، وتتعلق أولا، بالمحيط الاقليمي المعقد والصعب والمرتبط بالتحولات التي تقع في منطقة الساحل المتمثلة في انتشار ملايين الأسلحة التي دخلت إلى المنطقة بعد تضييق الخناق على الحركات الإرهابية بالشرق الأوسط، وثاني تحدي-حسب بن شماش- يتعلق بمخاطر المشروع النكوصي الدخيل والقادم من المشرق، الذي تغلغل بشكل كبير في دواليب المؤسسات وفي مفاصل المجتمع، وهو ما يدعو حزب الأصالة والمعاصرة إلى العمل الجدي على مواصلة حماية قيم المشروع الديمقراطي، والتحدي الثالث، يتعلق بتراجع وظيفة الوساطة بين الدولة والمجتمع والتي تعتبر إحدى الأدوار الأساسية للأحزاب السياسية. والتحدي الرابع الذي توقف عنده الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة هو البحث عن حل مع الحكومة التي تقامر باستقرار البلاد وترهن وتكبح إمكانات التطور والتقدم. ودائما مع الأولويات، دعا بن شماش أعضاء وعضوات برلمان « البام » الى البحث عن الطرق للضغط على هذه الحكومة بغرض الشروع بشكل مستعجل في إنجاز الأوراش الإصلاحية التي دعا إليها الملك، وعلى رأسها إطلاق الحوار الرسمي والعمومي حول النموذج التنموي الجديد الذي يصعب فهم مبررات تأخره وتأجيل الشروع فيه، فضلا عن التقاعس المفضوح عن عدم إرساء قيادة استراتيجية لتجاوز العراقيل التي تكبح إستكمال تفعيل ورش الجهوية المتقدمة. وكاَخر أولوية، شدد الأمين العام على ضرورة وضع مسافة مع خطاب الشعبوية مركزا على أهمية امتلاك الجرأة والشجاعة السياسية لتقديم النقد الذاتي .