أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد حسان بالرباط. وذكر الخطيب، في مستهل خطبتي الجمعة، بأن المؤمن اعتاد، طيلة شهر الصيام، سلوك العبادة والتقوى، والاجتهاد في الطاعات، والتقرب إلى الله تعالى بشتى أنواع القربات، لكن يلاحظ، بعد خروج رمضان، تغير في سلوك بعض الأشخاص بما يظهرونه من تقصير وفتور، مؤكدا أن على المؤمن ألا ينسى أن أبواب الخير مشرعة مفتحة دائما لكل من أراد ولوجها، وأن الأيام المعدودات من التقوى والإيمان التي قضاها في رمضان جديرة بأن تجعل نفسه تحافظ وتداوم عليها. وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على أن يكون العمل مما تألفه النفس، وتطمئن إليه، وتكون قد أتته في راحة وطمأنينة دون كلل أو تعب، لأن النفس بطبيعتها إنما تقبل على الشيء الذي تحبه وتألفه، والمداومة على الأعمال الصالحة، وخاصة الصلوات المكتوبة، سبب لمحو الخطايا والذنوب. وأبرز الخطيب أن من فوائد المداومة على الأعمال الصالحة استمرار الأجر حتى لو حصل الانقطاع رغما عن الإنسان وحال دونه حائل، مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام : « إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا » أي من كان يعم ل عمل ا صالح ا، م ن صلاة تطو ع أو صيام تطو ع أو نحو ه، ثم ساف ر أو مر ض، فمن عه ذلك م ن أداء العبادة ال تي كان يتطو ع بها، كت ب الله له أجر م ثل العبادة ال تي كان يفع ل ها في حال صح ت ه وحال إقامت ه. وابتهل الخطيب وجموع المصلين، في الختام، إلى الله العلي القدير بأن ينصر أمير المومنين، الملك محمد السادس، نصرا عزيزا يعز به الدين، ويجمع به كلمة المسلمين، وبأن يحفظه بما حفظ به السبع المثاني والقرآن العظيم. كما تضرعوا إليه بأن يتقبل منه كل أعماله ومبادراته، وأن يجعلها سببا لرغد عيش شعبه، ويثقل بها ميزان حسناته يوم يضع موازين القسط ليوم القيامة. ودعوا الخالق سبحانه وتعالى بأن يقر عين الملك بولي عهده الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه الأمير المجيد مولاي رشيد، وأن يحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة. كما تضرعوا إلى الباري جلت قدرته بأن يشمل بواسع عفوه وجميل فضله وكريم إحسانه الملكين المجاهدين، الحسن الثاني ومحمد الخامس، ويكرم مثواهما، ويطيب ثراهما.