في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيش على وقعها الشركة الفرنسية « سنطرال » لإنتاع الحليب ومشتقاته، بسب طول مدة المقاطعة الشعبية، التي قاطعت جميع منتوجات الشركة، نظمت شغيلة الشركة مساء أمس في الرباط وقفة احتجاجية أمام البرلمان، تنديدا بأوضاعهم الاجتماعية « المقلقة » بعد شهرين من حملة المقاطعة. ورفع المحتجون شعارات تهدف إلى وقف المقاطعة، كونها قد أثرت بشكل جلي وأرسلت ما يكفي من الرسائل الواضحة، وأصبح الجميع على معرفة واطلاع بالأمر وبالنتائج « الكارثية »، اجتماعيا واقتصاديا . وقال المحتجون في بيانهم إننا نعيش وضعية لا تسر صديق ولا عدوا، من جراء ما لحق ويلحق بنا كعمال ومستخدمين، وتراجع أنشطة الشركة ومردوديتها أثر بشكل مباشر وخطير على أوضاعنا الاجتماعية والمادية، وأصبحنا مهددين بفقدان الشغل الذي هو العائد الوحيد لإعالتنا ». وقال محتج يدعى المهدي هبيش « أتينا الى هنا لإسماع صوتنا ولنناشد جميع الشعب المغربي أن يوقفوا المقاطعة لأن استمرارها يهدد آلاف فرص الشغل ». في نفس السياق قال حسن رويشق من نقابة الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل « تراجعت الطاقة الإنتاجية في معامل سنطرال دانون بالنصف بسبب المقاطعة ». وأضاف « هذا لا يبشر بالخير بالنسبة للشركة وعمالها والفلاحين الذين يزودونها بالحليب ». وأوضح المكتب الوطني لعمال ومستخدمي شركة سنطرال دانون، أن أولى الإجراءات قد تم تفعيلها حيث غادر العديد من المستخدمين عملهم وأصبحوا عرضة للضياع والبطالة، إضافة لما لحق بالفلاحين من خسائر جعلت أنشطتهم على حافة الإفلاس ». ودعت الشغيلة المشاركة في الوقفة الاحتجاجية الجميع، إلى حوار وطني جاد ومسؤول يضم كافة المتدخلين « لتجاوز هذا الوضع ويعيد الاعتبار للمصلحة العامة ». يذكر أن شركة سنطرال دانون قالت الأسبوع الماضي إنها ستخفض كمية الحليب التي تجمعها من 120 ألف مزارع بواقع 30 في المائة، وستسرح العمال المرتبطين معها بعقود قصيرة الأجل، والذين قدرهم وزير حكومي بألف شخص.