يتناول الليبراليون الاسلاميون في خطابهم ما سموه الحد من الحريات وحق التعبير والتظاهر في التجارب الشمولية التي يدعون لاعدامها واخراجها من حقل التجارب في التاريخ.. وينسى الليبراليون الاسلاميون انهم لا يقلون انتهاكا للحريات وتمثل الشمولية نفسها باشكال مختلفة، عن احتكار الليبراليين (للخيار الرأسمالي) بوصفه الخيار الوحيد الملائم للبشر، الى الطابع الشمولي الايديولوجي الاسلامي.. ومن تعبيرات الاكاذيب الليبرالية ما اعلنته حكومة اوكرانيا مؤخرا من اجراءات ضد اي احتجاجات على سياساتها ، جريا على نهج مثيلاتها الليبراليات في امريكاوفرنسا حيث لم تتورع حكوماتهما عن ملاحقة المحتجين في الشوارع وسوقهم للمحاكمات، وناهيك عن الجرائم التاريخية التي ارتكبتها الحكومتان خارج اراضيهما على مدار العقود الماضية، من المذابح الامريكية في اكثر من بلد ، ورعاية فرنسا للمذابح الجماعية في الجزائر ورواندا وبوروندي ... الخ ويتذكر الجميع ان اول رئيس ليبرالي لروسيا بعد الانهيار السوفييتي، هو يلتسين الذي لم يتورع عن قصف البرلمان (المنتخب) في عهده بالدبابات لانه اختلف معه ، ليس على الاشتراكية بل على ادارة الليبرالية الجديدة في موسكو ... أما عن ديمقراطية الاسلاميين فحدث ولا حرج ، من ديمقراطية اردوغان في تركيا، الى ديمقراطية الحكم الجديد في البوسنة والهرسك، الى ديمقراطية الداخلية لجماعة الاخوان في اكثر من ساحة وبلد . وفي حين لم تضحك داعش وجبهة النصرة على احد بشان الديمقراطية واعلنت انها منحازة لقطع الرؤوس وشق الهامات وضرب الرقاب، فإن جماعات الاسلام الناعم تمارس التضليل وتقدم نفسها كجماعات (ديمقراطية) ويا لها من ديمقراطية:- قمع الاف الشبان في ساحات اسطنبول لانهم احتجوا على تحويل حديقة الى مشروع عقاري تجاري، واعتقال العشرات في البوسنة والهرسك لانهم تظاهروا ضد فتح سفارة (اسرائيلية) ، وضيق صدر اخواني ضد كل من يخرج على اغلبية مجلس الشورى سواء كان من الحمائم في بعض البلدان او من الصقور في بلدان اخرى ، اما اول بلد عربي سقط تحت حكمهم وهو السودان فانتهت الديمقراطية الى ما انتهت اليه من انفصال الجنوب وتمزق الشرق والغرب وفساد يزكم الانوف، ولم ينقل شيئا عن ليبيا تحت سيطرة المليشيات التي دمرت الاخضر واليابس واعادت ليبيا الى ما قبل التاريخ. ولنا ان ننتظر اياما غبراء اذا ما توطدت اركان الارهاب الاسلامي المعتدل في سورية الذي تبشر به امريكاوفرنسا وبريطانيا ، وصار قطع الرؤوس وضرب الرقاب اكثر سلاسة من بلطات داعش.