فاز الباحث في علم الاجتماع والأنثربولوجيا الثقافية عياد أبلال على جائزة أحسن دكتوراه علم الاجتماع بالمغرب للفترة الممتدة ما بين 2012 و 2018، عن أطروحته: » إشكالية تغيير المعتقد الديني بالعالم العربي، مقاربة سوسيو أنثربولوجية »، والتي درس من خلالها ظاهرة تغيير المعتقد الديني، من خلال التركيز على التحول الديني من الإسلام السني إلى المسيحية، التشيع والالحاد، محللا خلفيات ومرجعيات التدين الإسلام السني الذي يعتبره كباقي أشكال التدين الأخرى، مرتبطا بشكل جدلي بتقلبات السياسة، والسياق التاريخي الذي يميز خط السنة والجماعة، كما أولى أهمية كبرى لتحليل الوهابية باعتبارها محلالا سيوسيوأنثربولوجي لارتباط السياسي بالديني، مستخلصا أن فصل التدين عن السياسة يعد جهلا مركبا، وقف وما يزال وراء الاستبداد، الذي يعتبر من بين أسباب تغيير المعتقد الديني بالعالم العربي. تعتبر أطروحة أبلال التي نوقشت بجامعة محمد الخامس، شعبة علم الاجتماع في سنة 2016، رائدة من نوعها فيما يخص الدراسات الميدانية عربيا لظاهرة باتت تعرف حدة كبيرة، وحستسية مفرطة نظرا لارتباطها بظاهرة الأقليات الدينية في المنطقة العربية، وهي الظاهرة التي يقف عندها الباحث بكثير من التأمل والتبصر، مستخلصا ارتباط السياسة بالتدين الذي ينفصل عن الدين باعتباره نصوصا سامية خالصة، لا تختلف في روحها وأسسها السامية مهما اختلفت الأديان، مقرا أن هناك صراطات مستقيمة، وليس صراطا مستقيما واحد. وشارحا أسباب وعوامل تغيير المعتقد الديني، النفسية، الاجتماعية، السياسية والاقتصادية، كما درس بعمق مختلف مسالك تغيير المعتقد الديني، من خلال التشيع، التنصير والالحاد، وبهذا تعد هذه الدراسة، خاصة من وجهة نظر سوسيو أنثربولوجية الأولى من نوعها عربيا. حيث تناولت بشكل عميق أشكال ومسارات التدين ورصد دقيق لأسباب تحولات المعتقد في الوطن العربي، خاصة في ظل وجود سوق دينية متعددة المنتوجات تضمنها العولمة ووسائل الاتصال المتطورة مفتوحة على كل الاحتمالات التدينية، مثلما هي سوق للهويات الدينية التي تصير في كثير من الأحيان هويات قاتلة، تعبر عن أزمة التدين اليوم ومتاهاته. وهو ما قام به الباحث من خلال تفكيك بنياته المضمرة التي لا تنفصل عن السياسي إلا لتوظفه من جديد. فمن أسباب وعوامل التحول الديني إلى دراسة أزمة التحول سيكولوجيا واجتماعيا، مرورا بدراسة أشكال التدين وطقوسية الإسلام السني ومرجعياته الثقافية، ومسالك تغيير المعتقد الديني، باعتماد دراسات ميدانية دقيقة، بفضل زيارته الميدانية إلى عدد من الدول العربية، يشرح الباحث المحتفى به ظاهرة جد معقدة. الجائزة التي تعتبر الأولى من نوعها في المغرب، تنظمها مؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية بتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والمديرية الجهوية للثقافة بفاس، وستقيم المؤسسة حفلا لتسليم هذه الجائزة للباحث عياد أبلال، الذي يشتغل أستاذا جامعيا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة، وأستاذا محاضرا بعدد من الجامعات (تازة، الرباط، فاس)، يومه السبت 21 أبريل 2018 بدار الثقافة بفاس. كما تناول الباحث علاقة الاسلام السياسي بعوامل تغيير المعتقد الديني تحولات الهوية الدبنية في المنطقة العربية خاصة بعد الربيع العربي وتاثير القنوات الدينية على دلك. مبرزا تاثير التطرف والغلو الدينيين على التحول الديني. مبرزا ضرورة الاصلاح الديني والتجديد من خلال التعليم والاعلام جدير بالذكر أن الدكتور عياد أبلال له العديد من الإصدارات الأكاديمية الرصينة والتي نشرت في المغرب وخارجه، هو كاتب عام اتحاد كتاب المغرب بتازة، وسبق له أن حاز على دكتوراه أخرى في أنثربولوجيا الأدب سنة 2010.