تحل اليوم الذكرى السابعة لانطلاق حركة 20 فبراير، والتي جاءت في سياق عربي عرف عدة اهتزازات في بلدان عربية. وأحدثت احتجاجات الحركة رجة سياسية على المستوى السياسي المغربي عجزت أحزابا تاريخية عن القيام بها، أثمرت اصلاحا دستوريا وانتخابات سابقة لاوانها. وتحل ذكرى هذه السنة على إيقاع الاحتجاجات التي تعيشها مجموعة من مناطق المغرب، ولعل أبرزها حراك الريف وجرادة، وهي مناسبة لمحاولة فك طبيعة العلاقة بين احتجاجات اليوم واحتجاجات 20 فبراير، ومحاولة الاجابة عن السؤال التالي: هل تشكل احتجات الريف وجرادة امتدادا لحركة 20 فبراير؟ وفي هذا الصدد، قال سعيد بنيس، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، » لا يشكل حراك الريف وجرادة امتدادا لحركة 20 فبراير وذلك لعدة أسباب منها ما يمت إلى الطبيعة الترابية للحراك ». وتابع، في تصريح خص به فبراير » « حركة 20 فبرار شكلت حراك وطنيا ابتدأ من المركز ليعم باقي مناطق المغرب، أما حراك الحسيمةوجرادة فهما حراكين محدودين ترابيا ويمكن ان يوصفا بكونهما حراكين محليين ». وسجل أستاذ العلوم الاجتماعية أن هناك فرق بين مطالب حراك الريف وجرادة ومطالب حركة 20 فبراير، « فغالبية مطالب حركة 20 فبراير كانت ذات نوعية سياسية امتدت من العدالة الاجتماعية إلى الملكية البرلمانية، أما فيما يخص جرادةوالحسيمة فالمطالب جاءت بصيغة اجتماعية معتمدة على حاجيات محلية مثل بناء المستشفيات والجامعات أو ايجاد البدائل التنموية »، يضيف نفس المتحدث. ويرى بنيس أنه « في مقابل هذا الاختلاف، شكلت فئة الشباب الرابط المشترك بين حركة 20 فبراير و حراك الحسيمةوجرادة مع فرق طفيف أنه في حالة حركة 20 فبراير كان الإنتماء لبنيات منظمة ، سياسية وأخرى مدنية، بينما حالة الحسيمةوجرادة كان أساس الانخراط الميداني ترابي ومحلي وثقافي ولغوي » وأشارالمتحدث نفسه إلى أن هذا الاختلاف يفسر « لماذا جاءت الصيغ النضالية والشعارات مغايرة ومختلفة عن سابقاتها في حركة عشرين فبراير ». كما سجل بنيس » عدم اقتناع وتراجع الفاعلين الميدانيين أمام إرهاصات الحوار مع السلطات المحلية أو الحكومية، فحراكات ما بعد 20 فبراير تعدو أن تكون حراكات دون انقطاع مستمرة إلى ما لا نهاية له » وبخصوص أشكال وطرق الاحتجاج ، يرى المتحدث نفسه أنها تغيرت مع ظهور أشكال جديدة مثل الطنطنة، والمشي على الأقدام، ولبس الاكفان كما في جرادة، والاعتماد على القسم كآلية للالتزام في حالة جرادةوالحسيمة، وتأنيث الشارع الاحتجاجي، بالاضافة إلى ظهور قيادات من جميع الأعمار.