كشفت تحقيقات أجراء خبراء داخل مقر الاتحاد الإفريقي، بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا، أن الصين التي تكلفت ببناء مقر الاتحاد زرعت أجهزة التجسس في جميع الأماكن داخل الاتحاد الإفريقي. ونقلت جريدة لوموند الفرنسية، عن مسؤولين داخل الاتحاد الإفريقي أن الصين تكلفت ببناء المقر الجديد للاتحاد كهدية منها للقارة الإفريقية، إلا أنها قامت بزرع أجهزة تجسس في المكاتب وداخل المصاعد، وفي قاعات الاجتماعات. وجاء اكتشاف التجسس الصيني على الاتحاد الإفريقي، بعدما لاحظ أحد الموظفين بمقر الاتحاد، مكلف بالأمن السيبيراني للأنظمة المعلوماتية، أن المعطيات المسجلة في الخوادم (les serveurs) التي يمتلكها الاتحاد في الطابق السفلي، يتم تحويلها إلى نقطة جغرافية تبعد عن أديس أبابا بحوالي 8 آلاف كلمتر. وبعد البحث تأكد أن الأمر يتعلق بعملية اختراق وتجسس تقوم بها الصين لتحويل جميع معطيات الاتحاد الإفريقي إلى كل من هونغ كونغ وبيكين. بعد ذلك، قامت فرق من الاتحاد الإفريقي بمزيد من البحث، فوجدوا أن أجهزة أخرى للتجسس تم زرعها في الميكروفونات التي يتحدث فيها الرئساء والمسؤولون في الاجتماعات المغلقة. وقال مسؤول في الاتحاد الإفريقي لجريدة لوموند، إن جميع تجهيزات مقر الاتحاد، كانت عبارة عن هدية من الصين، إلا أن بعد اكتشاف أن الأمر كان مجرد خدعة، اضطر الاتحاد الإفريقي إلى الاستغناء بشكل تدريجي عن الأجهزة الصينية وتنزيل أجهزة جديدة اشتراها الاتحاد. وأضاف المسؤول ذاته، أن مجموعة من المهندسين الصينين قاموا في الآونة الأخيرة بزيارة إلى مقر الاتحاد من أجل تقديم أجهزة جديدة، فقبلها المسؤولو الأفارقة في الاتحاد دون إحراج المهندسين الصينيين تفاديا للفضيحة، لكن تم وضع تلك الأجهزة دون استعمالها. وفي يوليوز الماضي، تكلف خبراءمن الجزائر وإثيوبيا، بالبدء في وضع مخطط جديد للحماية والأمن الرقمي لمعطيات الاتحاد الإفريقي، والعمل على تفكيك شبكة أجهزة التجسس التي زرعتها الصين.