طالب وزراء خارجية الدول العربية الولاياتالمتحدة بإلغاء قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والانضمام إلى المجتمع الدولي في مطالبتها بإعادة الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية الأخرى التي احتلتها في حرب يونيو حزيران 1967. وقالوا في بيان صدر في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 10 دجنبر بعد اجتماع طارئ استمر إلى وقت متأخر من ليل السبت 9 دجنبر إن القرار « يقو ض جهود تحقيق السلام ويعمق التوتر ويفجر الغضب ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء وعدم الاستقرار ». وأضاف البيان أن الوزراء يؤكدون رفض القرار الأمريكي وإدانته واعتباره « قرارا باطلا وخرقا خطيرا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة ». وأعلن ترامب يوم الأربعاء 6 دجنبر اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل وقال إن السفارة الأمريكية ستنقل إلى المدينة من تل أبيب. وأثار القرار الذي يعد تحولا في السياسة الأمريكية تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي غضب العرب وحلفاء أمريكا حول العالم. ووصف البيان قرار ترامب بأنه « تطور خطير وضعت به الولاياتالمتحدة نفسها في موقع الانحياز للاحتلال وخرق القوانين والقرارات الدولية وبالتالي فإنها عزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام ». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن أنه يرفض مقابلة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي الذي سيقوم بجولة في المنطقة هذا الشهر. وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ذلك في مؤتمر صحفي في القاهرة سبق اجتماع وزراء الخارجية العرب مضيفا أن الاتصالات بين المسؤولين الفلسطينيين الآخرين والمسؤولين الأمريكيين أ وقفت. وقال المالكي « أتوقع منكم تفويض المجموعة العربية لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن يرفض هذا القرار الأمريكي. كما نتمنى على العرب جميعا وأمام هذا الصلف الأمريكي الذي تحدى ليس فقط العرب والمسلمين وإنما العالم أجمع أن يسارعوا لزيارة القدس لاحتضانها وعدم تركها أسيرة للقرار الأمريكي والتهديد الإسرائيلي ». وأكد مجلس وزراء الخارجية في بيانه أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية « التي لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ». وطالبت مبادرة السلام العربية التي صدرت في 2002 بإقامة دولة فلسطينية معترف بها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة مقابل الاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي تم فيه توزيع البيان ردا على سؤال عن إمكانية إلغاء مبادر السلام العربية إن العرب إذا حاولوا سحبها « كأنهم يطلقون الرصاص على أنفسهم. لا بديل لها ». وحذر وزراء الخارجية من أن « العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها واستمرار محاولات إسرائيل (وهي)القوة القائمة بالاحتلال تغيير الهوية العربية للمدينة والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي ». وطالب الوزراء الولاياتالمتحدة بإلغاء قرارها قائلين في البيان إنهم يعلنون « مطالبة الولاياتالمتحدة بإلغاء قرارها حول القدس والعمل مع المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ الرابع من يونيو العام 1967 عبر حل سلمي يضمن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية سبيلا لا بديل عنه لإنهاء الصراع ». ودعوا الدول المختلفة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكدوا أنهم سيسعون لاستصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن قرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية. وقرر وزراء الخارجية عقد اجتماع آخر لهم في موعد أقصاه شهر من الآن « لتقييم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في المملكة الأردنية الهاشمية » التي ترأس الدورة الحالية للقمة العربية. وخلال الاجتماع الطارئ قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي « نحن نريد السلام خيارا استراتيجيا. نطلبه حقا لكل شعوب المنطقة شاملا ودائما. لكن لا سلام من دون فلسطين حرة مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني الفلسطيني. لا سلام من دون القدس حرة وعاصمة للدولة الفلسطينية ». كما قال أبو الغيط « قرار الإدارة الأمريكية هو في جوهره ومضمونه شرعنة للاحتلال واعتراف بجواز فرض الأمر الواقع بالقوة وإهدار للشرعية الدولية ومبادئ العدالة وبالتالي فهو يضع من اتخذه في حالة تناقض صارخ مع الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي ».