أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن الملك محمد السادس، سيقوم بزيارة عمل وصداقة إلى جمهورية الكوت ديفوار ابتداء من اليوم الأحد. كما سيشارك في أشغال القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي – الاتحاد الأوربي، التي ستنعقد بأبيدجان، يومي الأربعاء والخميس 29 و30 نونبر 2017. وبذلك، يكون هذا البلاغ وضع حد للتأويلات والقراءات التي ظهرت بخصوص القمة الافريقية-الاوربية لاسيما مع تأكد حضور جبهة البوليساريو لهذه القمة، لكن ما هي دلالات وخلفيات الحضور الملكي؟ ويرى محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن الدلالة الأولى لهذه الزيارة تفيد أن » المغرب قد يكون آخد ضمانات من الاتحاد الأوربي تؤكد على أن حضور المنظمة الانفصالية سيكون صوريا وغير مجدي وبلا تأثير، وأنه لن تكون هناك لقاءات جانبية من طرف دول الاتحاد مع هذا الكيان، وذلك من خلال رفع مستوى التمثيلية إلى أعلى المستويات بحضور الملك شخصيا، « . وأضاف الزهراوي أن إصرار المغرب من خلال الحضور بهذا الشكل على المضي قدما في نهجه الجديد، الذي يقوم على القطع مع سياسة الكرسي الفارغ، خاصة على مستوى الملتقيات الافريقية »، مضيفا أن « المغرب من خلال الحضور يوجه رسالة مباشرة لخصومه على مستوى القارة الافريقية، مفادها أن » عقدة حضور » البوليساريو في الملتقيات لم تعد تؤثر بشكل كبير في سياسات وعلاقات وتحركات المملكة على الصعيد الافريقي ». أستاذ العلوم السياسية واصل سرد دلالات حضور إلى هذه القمة، وقال « المغرب يحاول أن يستغل علاقاته القوية ببعض الدول الاوربية خلال هذا الملتقى لتعزيز مكانته المتميزة في افريقيا، بحيث أن استثمار العلاقات الثنائية مع كل من فرنسا واسبانيا وبليجكا يمكن أن يساعد على اختراق وتقوية التواجد المغربي في بعض المعاقل الافريقية ». وأشار المتحدث نفسه إلى أن » حضور الملك في الكوت ديفوار البلد الذي يعتبر حليفا قويا للمغرب، هو تأكيد رغبة المملكة وحرصها على انجاح هذه المحطة ودعم هذا الحليف. فالملك، يرد التحية للرئيس الايفواري بعدما رفض هذا الاخير توجيه الدعوة الى البوليساريو حتى توصلت بها من طرف المفوضية الافريقية ». محاولة التواجد ميدانيا وفعليا للتصدي لأطروحة خصوم المغرب، والكشف زيف الادعاءات التي تروج بين الفينة والأخرى، لان الغياب قد يخدم مصالح كل من الجزائر وجنوب إفريقيا، يضيف الزهراوي كما سجل الزهراوي أن المغرب يحاول بهذا الحضور أن يخفف من وقع ووطأة خبر حضور البوليساريو، وأن يقلل من النشوة الاعلامية والدعائية التي رافقت الاعلان عن حضورها. وختم المتحدث نفسه تصريحة ل »فبراير » بالقول « كل هذه الاعتبارات تصب في اتجاه الحضور، لكن، تحقيق الاهداف والخلفيات يبقى رهين بطريقة اخراح وتدبير كواليس القمة والتنسيق مع الحلفاء الاوربيين والافارقة »، مردفا بالقول « فالحضور الملكي، بقدر ما يؤسس للاعراف جديدة تقطع مع سياسة الكرسي الفارغ، بقدر ما تؤسس لسوابق ووقائع يمكن تأويلها واستغلالها بطريقة احتالية وتعسفية من طرف خصوم المغرب للاحتجاج بها في المستقبل أو لتكريسها وفق منطق لا يخدم مصالح المغرب ».