أقر متهم، من مواليد 1994، أمام الهيئة القضائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا، أنه ينتمي لتنظيم «داعش» ويبارك الأعمال الإرهابية التي يقوم بها بزعامة أميره أبو بكر البغدادي، الذي عمل على مبايعته، مضيفا أنه فكر في القيام بعمل إرهابي داخل المؤسسة السجنية، التي يقضي فيها عقوبته في سياق الحق العام، والتي يبدو أن لها علاقة بمخدرات الكوكايين، وذلك عن طريق تفجير مستودع الغاز الخاص بالحمام الكائن بحي التقوى في الجناح 3 من الطابق العلوي لسجن تولال 1 بمكناس. وتمسك المتهم أمام الهيئة القضائية في جلسة الخميس 16 نونبر 2017 بمشروعه الجهادي، الذي أعد له بيانا بتحرير المؤسسة السجنية على طريقة « داعش »، بكونه « المشروع » لا علاقة لمتابعين اثنين معه في هذه النازلة، والمحكومين معا في قضية إرهابية، بست سنوات سجنا، وخمس سنوات سجنا نافذة، علما أن واحدا منهما له سابقة أخرى تتعلق بتهمة الإشادة بأفعال إرهابية حكم من أجلها هي الأخرى بسنتين حبسا نافذة. وفي الوقت الذي أنكر فيه هذين الأخيرين علاقتهما بالسطو على المؤسسة السجنية تشبت الظنين الأول بمشروعه الجهادي، وكأنه يتباهى بعمل بطولي، بدءا من نشاطه المكثف في إطار ما يعرف ب « الجهاد الإعلامي » عبر شبكات الانترنيت، وتحميل مختلف مقاطع الفيديوهات الجهادية لمقاتلي « داعش » وإعادة ترويجها بموقع التويتر، والتعليق عليها بغريدات تدعو رواد الفضاء الأزرق لتبني الفكر الجهادي، وحتمية تقوية شوكة جنود « الدولة الإسلامية »، مرورا بالبحث عن تمويل رغبته في الالتحاق بهذا التنظيم من خلال الإتجار في المخدرات، تبعا لصك الاتهام. وفي هذا الصدد نسب تمهيديا للظنين، العاطل عن العمل، أنه اقتنى مادة بيضاء «ملون الشعر» ومزجها بمادة « الكليكوز » وكأس من المخدر الطبي، وسلم هذا الخليط الممزوج لصديقه المسمى « ع.ر » ليمنحه لزبون إيطالي، الذي اقتنع بكون البضاعة هي مخدرات الكوكايين، ليطلب منه هذا الأخير توفير 10 كيلوغرامات مقابل 70 مليون سنتيم للكيلوغرام الواحد، إلا أنه خوفا من تعرضه للتصفية الجسدية من قبل هذا الزبون قام بإبلاغ الشرطة بتفاصيل هذه الصفقة ليتم إيقافه، والحكم عليه بثلاث سنوات حبسا نافذة على ذمة هذه القضية، علما أن له سابقة قضائية واحدة سنة 2013 حكم من أجلها بشهر واحد موقوف التنفيذ. وكانت مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد استمعت في شهر أكتوبر 2016 إلى ثلاثة سجناء بسجن تولال 1 بمكناس بناء على المحجوزات التي ضبطتها المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بتازة، من بينها قطعة قماش سوداء اللون على شكل راية «داعش»، حيث كان المتهم قد مزق قطعا من ثيابه وألصقها ببعضها ودوّن عليها «التوحيد» لراية هذا التنظيم الارهابي، بواسطة معجون أسنان، كما كتب بيانا في الموضوع، بعدما استوحى فكرة السيطرة على المؤسسة السجنية على شاكلة الأحداث التي قام بها إخوته بالسجن المحلي بسلا سنة 2011 ، والذين كانوا قد احتلوا اسطح السجن. وتضمن البيان الذي خطه المتهم الإعلان عن تحرير السجن باسم أمير «داعش» إلا أن هذا المشروع لم ينجح بسبب عدم التراضي بين الإخوة المنتمين لهذا التنظيم الأخير ولأتباع تنظيم القاعدة، حسب البحث التمهيدي، الذي أكد أن المعني بالأمر مازال مقتنعا بكونه جنديا من جنود «داعش» ومستعد للقيام بأي عمل جهادي لفائدته. ولوحظ خلال جلسة الخميس الماضي أن المتهم لم يكترث عند سماعه منطوق الحكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذة، حيث غادر قفص الاتهام قبل أن يتمم رئيس الهيئة القضائية، الأستاذ عبد اللطيف العمراني، منطوقها والقاضي ببراءة المتابعين الآخرين معه في الملف، واكتفى الظنين إياه بترديد كلمات لم نسمع محتواها عند مغادرته باب قاعة الجلسات في اتجاه المكان المخصص للمعتقلين قبل ترحيلهم للسجن. وكان ممثل النيابة العامة، الأستاذ خالد الكردودي، قد التمس إدانة المتهمين الثلاثة (عاطلان ونجار) بعقوبة سجنية، مع جعلها في الأقصى بالنسبة للمتهم الأول، والذين توبعوا بتهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والإشادة بأفعال تٌكوّن جريمة إرهابية، والاشادة بتنظيم إرهابي، وتحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية، طيقا لصك الاتهام.