أكد سفير المغرب بالدوحة، نبيل زنيبر، أن الملك محمد السادس، يولي أهمية كبيرة للتنمية البشرية المستدامة بإفريقيا، وقال إن الملك، ووفاء منه للتاريخ المشترك وايمانا بوحدة المصير، ما فتئ يدعو إلى العمل مع جميع الدول الافريقية، من أجل تحقيق شراكة تضامنية مستدامة والنهوض الجماعي بتنمية القارة والاستجابة لحاجيات وتطلعات المواطن الافريقي. وأشار نبيل زنيبر خلال حفل وداع تكريمي أقامته سفارة المملكة المغربية بالدوحة، مساء أمس الثلاثاء، لسفير جمهورية إثيوبيا في قطر ، ميسغانو أرجا موتش، بمناسبة انتهاء مهامه، إلى أن قرار مؤخرا بإنشاء وزارة منتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مكلفة بالشؤون الإفريقية، ولا سيما الاستثمار، تندرج في إطار هذه العناية التي يخص بها الملك القارة الإفريقية. وأكد أن سياسة المملكة تجاه إفريقيا تقوم على بعد جنوب- جنوب/ رابح- رابح، وتستند الى « التضامن والشراكات المتوازنة »، مستحضرا، في هذا الصدد، مشروع خط أنابيب الغاز الأطلسي الذي سيربط دولة نيجيريا بالمملكة مرورا ببلدان غرب افريقيا، ومشرع إنشاء مصانع للأسمدة في كل من نيجيريا وإثيوبيا، الى جانب مشاريع التنمية البشرية المكرسة لتحسين نوعية حياة المواطنين الأفارقة كإنشاء مرافق للرعاية الصحية. وعلى المستوى الإنساني، ذكر زنيبر بأن المغرب كان « من بين أول دول الجنوب التي اعتمدت سياسة تضامنية حقيقية لاستقبال المهاجرين من جنوب الصحراء وفق مقاربة إنسانية مندمجة »، فضلا عن مشاركته في بعثات الأممالمتحدة لحفظ الأمن والسلم بإفريقيا، وإنشائه مستشفى عسكريا بدولة جنوب السودان. كما لفت الى ما اضطلعت به شركة الخطوط الملكية المغربية على مدى سنوات عديدة من دور في توطيد الروابط الاجتماعية والاقتصادية بإفريقيا، وأيضا ما كان للأبناك المغربية (كمجموعة البنك الشعبي المركزي ومجموعة التجاري وفابنك والبنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا) من أدوار ملموسة اقتصاديا في تطور القارة الافريقية. وذكر أيضا بعودة المغرب، الذي لم يكن غائبا عن افريقيا، إلى حضن مؤسسة الاتحاد الافريقي، و »هو متشبث بوحدته الترابية وثوابته الراسخة » ، وكذا بتقديم المملكة طلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وحصولها على الموافقة المبدئية، وكذا باحتفائها مؤخرا بالذكرى 42 لانطلاق « المسيرة الخضراء ». وخلال هذا الحفل، الذي حضره أيضا مسؤولون من وزارة الخارجية القطرية، أشاد نبيل زنيبر بالخصال الانسانية « العالية » والمسار الأكاديمي والمهني « المتميزين » للسفير الإثيوبي، مرحبا في نفس الوقت بالتحاق سفراء أفارقة جدد بالسلك الدبلوماسي بالدوحة. ومن جهته، عبر السفير الإثيوبي عن شكره وفخره بهذا الاحتفاء، مشيدا بمستوى العلاقات الدبلوماسية التاريخية التي تجمع بلاده بالمملكة المغربية، وبدور الملك محمد السادس في بناء وتطوير هذه العلاقة التي تنبني على منافع متبادلة. واغتنم الدبلوماسي الإثيوبي، الذي كان مرفوق بأعضاء سامين من وزارة خارجية بلاده، هذه المناسبة لتقديم علم بلاده « كهدية رمزية » لسفير المملكة في الدوحة .